top of page
بحث

منك لله يا ألفونشو وسبب تسمية البرتغال 01

  • صورة الكاتب: Mostafa Farouk ابن فضلان
    Mostafa Farouk ابن فضلان
  • 12 يونيو 2021
  • 2 دقائق قراءة


الجو حار افريقي بامتياز رغم نسمات المحيط الأطلنطي ورائحة البحر في هواء فارو Faro، إلا أن الشمس حارقة خاصة لشخص آتٍ من يونيو رمادي ومطير في ألمانيا هذا العام -وهذا للأمانة غير طبيعي فكنا نعتاد ان تظهر الشمس بلا حياء بدءاً من شهر مايو لتكوي جباهنا كل يونيو لكن هذا العام يبدو أن لها رأي آخر فهربنا من بلل الألمان إلى دفء وسخونة البرتغال- لا زال الجزء القديم من المدينة به أجزاء باقية من عصر الموروش os Moros كما يسمون تاريخ البرتغال المسلمة هنا، وكما تبدو أن الكلمة مؤثلة/مأخوذة ايتمولوجياً عن المغرب وتحديداً مراكش إلا أنها خلعت على كل الحضارة الإسلامية وتراثها في الأندلس إلى يومنا هذا، بل وحين ذهبوا في حركة الكشوف الجغرافية/الاستعمارية وجدوا أهل الفلپين يصلون تماماً كالموروش (مسلمي الأندلس) فخلعوا عليهم نفس الكلمة، فأصبحت تسمية المورو مرتبطة بمسلمي الفلپين حتى يومنا هذا ومنها (جبهة تحرير المورو) بينما خلعوا اسم ملكهم فيليپ على الدولة فصارت فيليپين وتحرف اسم عاصمتها أمان الله، إلى مانيلا Manilla كما تنطق اليوم، كان هذا جزءاً يسيراً من تداخل تاريخ هذه الأرض والناس وارتباطه بتاريخنا، لذا حين نذهب إليها فنتلمس كل المتشابهات سواء في المباني والشوارع والوجوه بل والموسيقى واللغة وأسماء المدن والأطعمة والعادات مما يذكرنا بأجددنا وتراثنا الذي لازال حياً حتى اليوم مما يكسب إسپانيا والبرتغال وجنوب ايطاليا مذاقاً خاصاً في كل شيء، ولأن حرب الاسترداد (الريكونكيستا) كانت أسبق في الپرتغال منبعثة من پورتو شمالاً لباقي شبه الجزيرة الايبيرية فيما بعد فكانت إزالة آثار حضارة المسلمين من المباني هنا أكثر عنفاً وأقل تسامحاً عن المدن الإسپانية مثلاً لكن ظل هذا في الظاهر وطبعاً في انتشار الملة الكاثوليكية واندثار اللغة العربية، فلا تجد حمامات عربية كتلك التي نعرفها في قرطبة وإشبيلية، إلا أن وجود الكاتدرائية كمركز وسط المدينة القديمة وتقسيمات الشوارع المرصوفة بالبلاط الصخري ومصابيح اضاءة الشوارع التي تفردت بها مدن الموروش في كل أوروپا والعقود الحجرية القديمة كبوابات ومداخل للأحياء مثل الچوداريا/الخوداريا Judaria/Judería(الحي اليهودي) تظل شاهداً فتشتم رائحة مدن القاهرة وفاس وقرطبة و كأن الريكونكيستا في هذا الجانب الغربي من ايبريا لم تفلح سوى في اختفاء الشطافة والبيديه من الحمام، لأن الناس في الشارع لونهم لوننا وعفويون مثلنا بل ومهرجلون تماما مثلنا فأنت تتحرك وسط اخواتك لكن فاتهم موضوع الشطافة/البيديه هذا 😁

فذكرت هذا السفاح كلما دخلت بيت الأدب وافتقدت الماء لأصب عليه اللعائن (منك لله يا ألفونشو Alfonso) -أول ملك للبرتغال- والسبب غير المباشر في ارتباكي بالحمام الآن!

والبرتغال هي ذلك الإقليم الممتد بين نهري مينيو Minho وتيچو Tejoوقد يزعم البعض أن البرتغال هي تحريف عن "البرتقال" العربية لتشابه الكلمتين فتكونا جناساً ناقصاً، إلا أني سأصدمك عزيزي القاريء أن البرتغال Portugal هي تحريف عن Portus Calae أي الميناء الدافيء باللاتينية فكانت تكتب في الخرائط القديمة Portugalliae (الصورة بأعلاه أول خريطة للبرتغال من القرن السادس عشر ولا يخدعنك وضع الغرب لأعلى الذي فعله البرتغاليون في خرائطهم رداً على وضع العرب والمسلمين الجنوب لأعلى، راجع مقالات الرحلة الموزمبيقية) بل وكلمة برتقال العربية نفسها هي مأخوذة عن اليونانية من Πορτοκάλι پُرتُقالي فتضعضعت الباء المثلثة وتوحدت إلى برتقالي وصارت ساكنة الآخر برتقال حال التعريب، وهذا طبيعي أن هذا النبات والموالح البحرمتوسطية النشأة بعيدة عن اقليم شبه الجزيرة العربية، فهم أسبق لمعرفة الثمرة عن العرب.


 
 
 

Kommentare


10 resons2Travel

© 2020 Created by Ibn Fadlan

  • Facebook
  • Twitter
  • Trip Advisor
  • Instagram
  • YouTube
  • Vkontakte
  • LinkedIn
bottom of page