top of page
Writer's pictureMostafa Farouk ابن فضلان

الرحلة الزنجبارية ٣ 🇹🇿 إنهم يضربون العشب!

Updated: Jan 24, 2021

كراسي پلاستيكية وقارب مطاطي وقد يبيعك بعض القواقع البحريةالفريدة من المحيط فجالسته وأجرت منه القارب المطاطي بعشرة آلاف شلن (أربعة يوروهات تقريباً) وبكرم معتاد لشعوب ذات يد قصيرةوقلوب كبيرة يريدك أن تقاسمه طعامه من الأرز الأبيض وقليل من اللوبيا الذي احضرته زوجته لتوها

منذ أول دخولك ترى رجالاً يميناً ويساراً يحملون معهم عصا سوداء ويقفون على جنبات الطريق يضربون بها حشائش الأرض وأركز جيداً هل هو منجل أو شرشرة مثبت بها؟ أبداً مجرد عصا او هكذا بدت لي كقضيب من المعدن ذو حافة حادة يشذبون به الأرض كمدرس مفتري ينهال ضرباً على أيدي طالب لم يكتب واجباته.

لا توجد حافلات بالشوارع فقط ميكروباصات/ماشروتكا/شيروت/كوليتيبو بجانب التوكتوكً ومن حكم التكاتك هنا „There is no air bag, when we die then like men“ لا توجد وسائد هوائية فنحن نموت كالرجال. بينما تزيد العبارات الدعائية (بضم فاء الكلمة وفتحها) على الباصات ya Mutakabir Allahu Akbar ya Allah & Jesus is Lord يامتكبر، الله أكبر يا الله، و يسوع رب.

لم أجد من يدخن ظاهرة غريبة لكن يبدو أن لهم سكة مع المكيفات السائلة من الجعة وحتى الڤودكا


منطقة شعبية في دار السلام بجانبها زنين والطابق وكأنهما الفيفث آڤينيو النيويوركي 5th Avenue - NYC والكونجس آليه الدوسلدورفيKönigsallee - Düsseldorf

هو صحيح مليان توكتوك وعشوائي أي نعم لكن يباع البطيخ والفاكهة بالشقة من الفقر وتختلط رائحة اللحم بعد الذبح في أيام الأضاحى فيبلد حار مع غبرة من ارض ترابية غير ممهدة والنور بالكاد في الشارع بعض محلات بالكاد منيرة والأخرى شبه مظلمة او هي مظلمة ومغلقة

لافتات لغة محلية وحسب بعضها قد تستطيع تخمينه Duka la Dawa (دكان للدواء؛ صيدلية) واغلبها لا تستطيع أن تفك الخط فيأتيكاحساس انسان افريقي بسيط يعاني من الأمية يسير في شوارع مدينة دار السلام وسط جمرة القيظ

تركت السيارة للغسيل في مكان car wash منها حجة لاستغلالها كمكان آمن للپاركنج الصعب في هذا المكان وسألته عن مقهى شعبي هناومطعما للسمك جيد فدلني.

يقول لي هنا مكان سكني للأهالي مستواك وبتاع فقلت له حنانيك يارجل فما انا الا اخوك من القاهرة اوعى تكون فاكرني موزونجو ده اناافريقي وبشدة وجاي لأتعلم وأرى كيف يعيش اخواني هنا.

فوصف لي مكانا ظننته في الأول مقهى ريفي مظلم كباقي الشارع يبدو انه بار شباب بتكاتك ويعاقرون الخمور القوية القصة مش جعةوخلاص وكلام الألمان والانجليز الفرافيري ده لكن زجاجات الفايجلنج والڤودكا شناپس فقلت اكيد الرجل مايقصدش هذا فلقد حييته بالسلامعليكم وكدة وبالفعل امتار قليلة بعده وجدت محلا بسيطا لكنه عظيم في التجربة اولا انه Saftladen فقلت يمكن احصل معشوقي الكبيرعصير القصب فلقد رأيته في اماكن كثيرة ويباع مقطعا في اكياس ليوفر عليك عناء المص! لكن الشاب اللطيف الذي لم يكن يتكلم سوىالسواحيلي -تواصلنا بالجوجل ترانسليت وجوجل فوتوس) لم يكن لديه سوى نوعاً واحداً من العصائر هو پاسيون فروت والشاي باللبنوالزنجبيل والحبهان يشبه اليوجي تشاي Yogi Chay أما القهوة قاهاوا ياوانجا Kahawa Yaunga لم تكن كما توقعت - فكنت أضع فييهاأملاً أكبر بسبب قربهم من اثيوبيا وقهوتها العالمية المذاق اليريجاشيف- لكن هذه الياوانجا كانت أشبه بنسكافيه بيحاول أن يكون أميريكانوفلا صار ذاك ولا بقى على حاله

وبعد احتساء شايين باللبن رائعين وقهوة سيئة لم أشربها وكوبين من الپاسيون فروت دفعنا خمسة آلاف شلن (يورو وثمانين سنتاً)

اخذت السيارة ورحت مطعم السمك "سماكي سماكي" في طريق هيلا سلاسي (امبراطور الحبشة الأخير) مرورا بطريق د. كينيث كاونداوأغلب الطرق السريعة هنا تحمل أسماء زعماء افريقيين مانديلا وسام نچوما وهكذا.

فوجدت النادلة تقترح علي البلطي

لا يا حاجة بلطي ايه "ده انا جايلك من مصر يا ست" رغم معرفتي أن البلطي هنا أفضل وأطيب مذاقا و -تعرفت إلى بلطي رواندا منبلجيكا حيث كان يباع بالكارفور ببروكسل ولأنه من هضبة البحيرات فهو أكثر نقاءا من بلطي النيل الرئيسي من بعد مدينة الخرطوم حيثيكون النيل الأزرق الهائج المحمل بكثير من الطمي والغرين من الهضبة الإثيوبية قد صب جام غضبه وثورته في النيل الأبيض الاستوائيالرائق فيجعل طعم لحم أسماكه طيني إلى حد ما بينما يصلنا في بلجيكا هو بلطي رواندا ولحمه أكثر بياضاً.

اخطبوط وجمبري في علب بيتزا وكمية صوص الهابانيرو الحريفة بحق والتي لا أنصح من لا يأكل الحار أن يأتي شطرها ولو على سبيلالتجربة فهي على الأقل 9 من 10درجة من مقياس درجة الحريفية في حين ان الخالاپينيو الأخضر الطازج بجلالة قدرة 3-5 والأخضرالحامي بتاع مصر وغزة للمقارنة بين ال 2-3! (انظر الصورة المرفقة) وبسبب هذه الصوص تحديداً وطعم الأخطبوط المقلي والجمبريالچامبو الطازج من المحيط في صوص الثوم مع فدانين من البطاطس لم يتخط ذلك 17,20€ يعني طبقاً بالمطعم التركي وواحد عيران أوطبقاً من المعجنات لدى المطعم الإيطالي


المحيط في دار السلام ليس له ممشى خاصة في الليل فلا تستطيع منه استمتاعا فهو منطقة مقطوعة لا بشر ولا وحوش فقط ظلام دامسوصوت موج المحيط الأصغر على الأرض مخيف، لذا أنصح للذهاب له فقط نهارا وأفضل شاطيء عام هو شاطيء كوكو Coco Beach تجدبه كل مظاهر ثقافة الهاكونا ماتاتا أناس بسيطة وتستمتع في سلام وأريحية بما أنعم الله عليهم في ضوء المتاح فقد تجد شاباً يحمل الجيتوبلاستر Ghetto Blaster بموسيقى وأغاني محلية أو أمريكية من RnB أو الپوپ أو الهيبهوپ (المهم أن يكون المطرب أسوداً، هكذا خلصتمن استماعي لراديو السيارة ليومين فتذكرت شخصا بلجيكياً كان يمانع في الاستماع لأناستاسيا في أول شهرتها بحجة أنها ليست سوداءبالقدر الكافي لتنضم لمكتبته حتى استمع لألبومها فاقتنع بصوتها ذي الطبقات والأداء التي تشبه أصوات المطربين السود تماماً ولا تتوقعأبداً أنها شقراء إن لم تطلع على صورتها قبل صوتها الكونترالتو الذي هو قادر بأن يخدعك وكأنها حبشية أو من زنوج أمريكا لا ألمانيةوايرلندية الأصل)

ووسط هذه الطبيعة البكر والمختلطة بالموسيقى السوداء وجدت صياداً ذا كوخ بسقيفة يؤجر ملابس البحر للمحليين يضع ثلاجة مشروباتوقد تآكل قاعها من صدأ ماء البحر وشمس تنجانيقا الحارقة بين مجموعة كراسي پلاستيكية وقارب مطاطي وقد يبيعك بعض القواقع البحريةالفريدة من المحيط فجالسته وأجرت منه القارب المطاطي بعشرة آلاف شلن (أربعة يوروهات تقريباً) وبكرم معتاد لشعوب ذات يد قصيرةوقلوب كبيرة يريدك أن تقاسمه طعامه من الأرز الأبيض وقليل من اللوبيا الذي احضرته زوجته لتوها كي يكون زاده لليوم- طبعا تذكرت فيالحال جملة ألمانية معتادة إن جمعك مكان مع الماني وقت غذاء "هل ستنزعج لو تناولت طعامي؟" راجع مقال Andere Länder, andere Sitten.


60 views0 comments

Komentarze


10 resons2Travel
bottom of page