top of page
Writer's pictureMostafa Farouk ابن فضلان

🇪🇬 ابن فضلان الترجمان وحكاية من البدايات

Updated: Oct 28, 2020

الذي اتخذ مسجده ذو المئذنة من العصر الفاطمي مكاناً في صدر معبد الأقصر ويحتفل مريدوه من الصوفية بمولده بمركب محمول للإشارة بأن الرجل كان بحراً في العلم لذا يحملون المركب فوق أكتافهم

🇪🇬 الأقصر صباح الخامس من يناير 1996 في تمام السادسة صباحاً يصل القطار الإسپاني محملاً ببعض الركاب ومن بينهم شاب غض نحيل في السنة النهائية من البكالوريوس محملاً بالكثير من الآمال وبعض الخوف وحقيبتين احداهما للملابس والأخرى للكتب، فلقد قرر أن يترك مدينته ومجال عمله الصيفي بالمكتبات في القاهرة ليقترب من حلمه في العمل في الإرشاد السياحي، وزيارة المعابد والمقابر التي طالما قرأ عنها في كتاب د. سيد توفيق وجيمس بيكي وبعض الدلائل السياحية باللغتين الألمانية والإنجليزية، واستقر به المقام في شقة بحي العوامية شرق المدينة على النيل -صارت فيما بعد مقراً لشركة بلوسكاي للسياحة- وكانت أغنية عمرو دياب وطلعت زين "تعالى٫ تعالى، يا حبيب العمر تعال!" تبث لأول مرة يومها في التلفاز لتسمعها كإشارات ورموز صوفية كأن مدينة الألف باب، طيبة، ثيبيس، الأقصر تستقبل #بن_فضلان متهللة ومتزينة ولتمنحه مالم تكن لتجود به القاهرة مسقط رأسه من حب وخبرات ومهنة يفتخر بها! وفي اليوم التالي رأيت أول كرنڤال في حياتي حيث كانت المدينة مزينة لأجله ولعله أقدم عيد يحتفل به على الأرض "عيد الإپِت" (اعتادت بعض الكتب ادراجه الأوبت على سبيل الخطأ الشائع) في صورته الحديثة "مولد أبي الحجاج الأقصري" الذي اتخذ مسجده ذو المئذنة من العصر الفاطمي مكاناً في صدر معبد الأقصر ويحتفل مريدوه من الصوفية بمولده بمركب محمول للإشارة بأن الرجل كان بحراً في العلم لذا يحملون المركب فوق أكتافهم، لكننا معاشر الآثاريين لا نرى فيها سوى إعادة طقوس حمل كهنة آمون للمركب المقدس للإله (الخفي) أو "آمون" -ذلك معنى اسمه- في انتقاله من قدس الأقداس في الكرنك إلى القصر الجنوبي أو قصر الحريم (معبد الأقصر كما كان يعرف، حيث تسكن فيه الإلهة موت زوجته وأم ابنه إله القمر خونسو) فظلت الأسطورة في العقل الجمعي لأهل هذه المدينة ليقوموا بتكرار هذا الطقس المقدس وكذلك وجدوا أبآئهم يفعلون! كما يسرت لي هذه الزيارة الكثير في امتحانات الإرشاد في ذلك العام التي فضلت خوضها على دخول امتحانات بكالوريوس التجارة مغامراً ومتمرداً -كان ينظر لي آنذاك من أقرب الناس أنني (لووزر) وفاشل تركت امتحانات السنة النهائية من أجل هذا الوهم الآثاري والانشغال بعلم المساخيط وفك "قلم البرابي" (الخط الهيروغليفي) -كما أسماه بن وحشية النبطي- بدلاً من أن أسع لأكون مستوظفاً محترماً في بنكٍ حكومي ببكالوريوس التجارة -هكذا كان يفكر أغلبية الأهل، وأظن كذلك باقي السبعة آلاف من دفعتي في تجارة عين شمس وأهليهم كذلك فكروا بنفس الكيفية، ورغم أنني عملت بالفعل فيما بعد ثماني حجج في بنوك ألمانيا وبلجيكا بعد ذلك باثنى عشر عاماً من خلال بوابة المعلوماتية بدون تخطيط مني ولا حتى سعي- الكل رمى طوبتي حرفياً، إلا أمي الوحيدة التي آمنت بما أفعل! ولم لا!؟ وهم يَرَوْن كتب الاقتصاد والمحاسبة يعلوها التراب وممسكاً بكتاب السير آلان جاردن لأسبر غور الثلاثة وثلاثين درساً في اللغة المصرية القديمة (الهيروغليفي) زي المجاذيب في وقت لم يكن فيه جوجل ولا منتديات طلبة المصريات على الإنترنت ولا برنامج وينجليف WinGlyph -التي عرفناها فيما بعد في ألمانيا لتسهل عمل الطلاب وبحوثهم- لذا كان نجاحي المعلن في العام نفسه وحصولي على الترخيص كان مضاعف الفرحة، سعادة بالنجاح وانتشاء بالنصر! #بن_فضلان_الترجمان #ذكريات_لامذكرات #الأقصر

33 views0 comments

Comments


10 resons2Travel
bottom of page