top of page
Writer's pictureMostafa Farouk ابن فضلان

🇩🇪 سلسلة الجوع كافر للأمن الغذائي (اختفاء السلع بألمانيا زمن الكورونا) PENNE mit Spiegelglanz

Updated: Oct 28, 2020


🇩🇪 سلسلة الجوع كافر للأمن الغذائي (نيو بيزنس موديل) في ضوء مستجدات الكورونا واختفاء السلع من الأسواق - خاصة ما يسهل تخزينه- بداية من بكر التواليت وعلب التونة للدقيق والبيض ومؤخراً المكرونة -قام متجر بمدينة براونشفايج بكتابة بطاقة "لكل أسرة بحد أقصى اثنى عشر عبوة لا أكثر"- فصرنا نعيش أجواء الحرب في بلاد كانت على قدر من الرفاهة آخر ستين عاماً - وتذكرت قصص أصدقاء والأجداد من الألمان والهولنديين والبلجيك أيام الحرب العالمية الثانية، أنه بالكاد أن يتوفر هناك طعام غير البطاطس وكم من ليال قضاها الأطفال جوعى حتى ناموا من البكاء - رغم أنها كانت دول استعمارية وامتصت دماء أممٍ كاملة مصاً حتى اليوم- حتى أن احدى أولئك الجدات قصت علي سبب حبها للأمريكان حتى اليوم رغم كل جرائمهم -التي بالطبع لا تراها- كيف كانت تعيش كطفلة في ريف أويپن Eupen ببلجيكا (على حدود آخن Aachen الألمانية) مع أمها ولم يكن في بيتهم سوى البطاطس المسلوقة وفي أفضل الأيام أصابعها المحمرة Pommes frites حتى أعطاها عسكري أمريكي -بعد إنزال نورماندي Normandie بالشمال الفرنسي ثم وصولهم لريف بلجيكا - تفاحة كاملة لها وحدها فرأت فيه السيد المسيح المخلص لآلامها كطفلة اعتادت الجوع ولم تحصل على تفاحة كاملة لها وحدها إلا هذا اليوم! أحسست بكلماتها وآلامها التي حدثت عنها فلقد كانت صادقة في تجربتها الشخصية تماما كصدق كل الأطفال والجدات الآخرين الذين قضوا نحبهم أو فقدوا ذويهم على يد الأمريكان لكنهم كانوا في الجانب الخطأ! ونظيرات الجدة البلجيكية من أهل ليننجراد أيام الحصار قصصن علي كيف كانت الأمهات لزام عليهن الإتيان بكل أطفالهن والمرضى والعجزة محمولين لصرف الدقيق لهن أيضاً - فالغايب مالوش نايب - لأن الصرف فقط للأحياء ومن يتحقق من وجودهن أحياء لا زالوا رغم الحصار، والعد يتم بالبدنة لا بالأوراق لسهولة تزييفها أو عدم تسجيل المتوفى طمعا في نصيبه وتكرار هذه الأزمة لكن بصورة أقل حدة في التسعينات أيام سقوط الإتحاد السوڤيتي وطوابير النساء بالأيام بالطالونة Талона (بطاقة التموين) أمام المتاجر الحكومية للحصول على السلع الأساسية كي تظفر بزكيبة دقيق أو أكياس من سكر، لتنصرف النساء اللينينجراديات لبيوتهن بهذه الزكيبة تغمرهن نشوة الانتصار ولتملأ أهازيج النصر المكان Музыка Победы و الموسيقى السوڤيتية العظيمة بالخلفية وراياته الحمراء تضيء سماء البروليتاريا منتصرة للجماهير المحتشدة وكفاح المرأة العاملة! وكانت الفرحة ليست للطعام فقط لكن سيستكملون مفارش طقم الكراسي من قماش هذه الزكيبة

أو طوابير المجمعات الإستهلاكية (النيل والأهرام) -هكذا كان اسمها- في مصر مابعد الحروب وحتى الثمانينات للحصول على الأرز والزيت والسكر والشاي أو عودة الرجل لأبنائه مزهواً بدجاجتين مجمدتين بين تكبير الفاتحين و سباب الواقفين تحت الشمس لمدير الجمعية الفاسد الذي يمنح ألاضيشه كراتين من الدجاج كاملة توضع في حقيبة السيارة لآخرين… أترك قاهرة الثمانينات لقاهرة التسعينات لأتذكر عينيي مدرستي الألمانية الغربية في جوته القاهرة اللتين كانتا تلمعان في عبراتها المكتومة وهي تخبرنا عن طفولتها أن من أسباب ذهابها للمدرسة كانت هي كوب الحليب الذي يصرف لها لأن اللبن كان سلعة غالية لم يكن أبوها من السعة بمكان أن يوفرها لها بالمنزل حالها كحال أقرانها في المدرسة! وكنا كطلبة صغار في بداية تسعينات القرن الماضي مندهشين من مثل هذا الموقف بصعوبة على "ألمانيا الغربية" هذا المحرك الإقتصادي الجبار للإتحاد الأوروپي كله ثم للقارة العجوز بأكملها -بعد تخلي الإنجليز الآن BREXIT - لكنه درس وعبرة للبشر في أي مكان قد تكون سلة للغذاء والقمح للعالم في يوم ثم تتحول لأكبر مستهلك للقمح في العالم "مصر" كما تشهد كتب التاريخ بذلك ولو أنه استغرق هذا عقوداً حتى هذا السقوط، لكن ما أراه هنا بعيني قد لا نحتاج أكثر من عدة أيام أو أسابيع مع حفنة من الأخبار السيئة حتى يتسبب البشر لأنفسهم برعونتهم مثل هذه الأزمات أسرع مما يتصورون فيتضور الجميع جوعاً! والبشر في هذا السلوك متفقون رغم اختلاف الثقافات واللفات والنظم السياسية في أمثلتي السابقة (مملكة بلجيكا و الاتحاد السوفيتي ثم روسيا وألمانيا ومصر) مما حداني أن أفكر في Business Model جديد يتماشى مع معطيات الزمن الجديد حيث سأتعامل مع أكياس المكرونة القليلة بالبيت في أيام الحطر الكوروني Lockdown تعامل رجل نُمّيّ Numismatiker/numismatist وكأنها collection item فلعلي أوزع حبات المكرونة في إصدارين أحدهما في أكياس دقيقة مثل الصورة (طبعة شعبية) BU/Stempelglanz بثمن وإصدار آخر تكون حبات المكرونة فيه في علبة من المخمل (القطيفة) وبثمن آخر لأنها PROOF/Spiegelglanz! اعتياد النعمة هو نقمة, فلنحمد الله على نعمه السابغات ونسأله دوامها ونستعيذ به من جحــودها والبطر!

9 views0 comments

Comments


10 resons2Travel
bottom of page