top of page
Writer's pictureMostafa Farouk ابن فضلان

الرحلة الزنجبارية 11 🇹🇿 فريدي ميركوري والطريقة النقشبندية

Updated: Jan 24, 2021



صباح الجمعة استيقظت على صوت أذان الفجر مختلطاً بأصوات موج المحيط المتلاطم فتأتي نسمات من الهدوء والسكينة تضيء الدنياكلها فلم أعرف في حياتي أجمل وأرقى وأعظم من بداية لصباح كهذه، لكن هذه زنجبار وهذا صباح يليق بها وبليلة أو فجر الجمعة الذيحرصت على حضوره هنا فعلى غير العادة خرجت في الصباح الباكر لأتريض بدلاً من الاستمتاع بمنظر المراكب القديمة والماء من الشرفةكقط حكيم

وبجوار الفندق مباشرة منزل فريدي ميركوري الذي ولد فيه فتحول لمتحف، الآن فهمت لماذا كانت مجموعته من الطوابع والعملات الزنجبارية -وهي نادرة- هي الأكبر والأهم، فلقد قضى صباه هنا حين كان اسمه لازال فروخ قبل اجباره كمواطن بريطاني على الهجرة مع انقلاب الشيوعيين ١٩٦٣ فذهب لبريطانيا ثم الولايات المتحدة ليبدأ قصة نجاحه التي تناولها فيلم بوهيميان راپسودي أو الملحمة البوهيمية

وكنت بزي تريض يخص فريق سيلتك الجلاسجوي، فقابلت أولاً شيخ مشايخ الطرق الصوفية والطريقة النقشبندية الشيخ حامد حيدرالفارسي فحياني الرجل وتحدثنا بالعربية ودعاني لحضور احتفال المولد في المساء بعد صلاة العشاء فقلت له مولد؟! ونحن في النصفالثاني من ربيـــع الآخر! فقال لي نحن نحتفل بالمولد النبوي حتى شهر شعبان! فضربنا موعدا في الثامنة نلتقي ونذهب إلى هناك سوياً

وحدثني عن أستاذ مصر معه Ph.D. في اللغة السواحيلية وآدابها من جامعة الأزهر أتى خصيصاً للوصول لترجمة القرآن باللغة السواحيليةالتي كتبت على يد جده ويحتفظ بها الشيخ عند أخيه وأن المصريين بدأوا في التوافد على زنجبار وهم محبوبون ومرحب بهم فلقد افتتحوامستشفى ليس كبيرا لكنه ممتاز ونظيف وحتى قد بدأوا بدخول مجال السياحة مما أثار حفيظة الأوروپيين هنا الذين كانوا يسيطرون وحدهمعلى هذا المجال وقاموا بتخفيض للأسعار وهذا للأمانة لا تسعدني فحرق الأسعار يجيده المصريون جداً للأسف فيؤذي الجميع في النهاية لامحالة فبدأوا هذا في مصر أولاً وانتقلت هذه الحمى للإمارات وعُمان والآن زنجبار!

وبينما نحن واقفون حيتنا حسناء ذات وجه صبوح اسكتلندية أو أيرلندية في الغالب مشيرةً لتيشرت سيلتك Celtic الذي أرتديه فاكتفيتبالاشارة بالإبهام لأعلى مع ابتسامة احتراماً للشيخ الوقور، فإذا حييتم بتحية حيوا بأحسن منها أو ردوها! 😁 فشكرت الرجل مع وعد أننكمل حديثنا الشيق في الثامنة مساءا في احتفال المولد فذهبت للمحيط أغتسل فيه من همومي وبعض أفكاري وأتناول الفطور استعداداًليوم جديد مع صديقي ناصر منبازي الزنجباري أو "كاكانجو" (أخي بالسواحيلية) وهو صديق مشترك الذي استقبلني منذ مجيئي وبين بين الرحالة الكبير د. عبد الرحمن آلمحمود، أخي الكبير وصديقي ومنقذي في الجزر من أقصى الأرض لأقصاهاً فلولاه ماكانت لكوبا الزيارةالثانية نفس المذاق والقيمة التي حصلتها فهو العربي الوحيد الذي خبرها وصنف فيها مؤلفين وله أدين في اختيار الفندق هذا تحديداً لأنهليس فندقا عاديا لكنه بيت قديم لأحد العائلات الزنجبارية التي اشتغلت بالتجارة هنا واشتراه مالكه الحالي وحوله لفندق بنفس طرازه الخليطبين البيوت الهندية من العصر المغولي والطراز الزنجباري فهو أشبه بمتحف أكثر من فندق فأحسست أنني في الدار ورغم أنه يشارك فندقحيات في نفس الشاطيء إلا أنه ليس بأسعار حيات المرتفعة وافطاره جيد جداً يجمع بين المطبخ الزنجباري: مخبوزات كالمنبازي مثل اسمصديقي أو كاكانجو والسمبوسة ونوع من الأرز الملبد على شكل أهلة هو وسط بين الأرز المعمر لعله مقلي بالقرفة والتارت أو ري Tarte au Riz فطيرة الأرز باللبن البلجيكية في والتشاباتا المحشوة بالخضر والدجاج، والدجاج الحار بالكاري والپاستا النباتية والفواكه الاستوائيةوالشاي الماسالا الغني بالتوابل (مصالحه) واللبن والقهوة كذلك تخلط بالزنجبيل ومثلهما الحلوي الزنجبارية تشبه تماما الحلوى المُسقطية(نسبة لمدينة مُسقط العمانية) التي تقدم بجانب القهوة العربية المرة وتجد نظيرها عند الإخوة الصوماليين كذلك لكن الإصدارة الصوماليةتحتوي نسبة أكبر من الحبهان وقد تكون أقسى فإن نظرت لها ظننتها قطع من الصابون الشفاف لرائحتها الشهية لكن طعمها رائع…يتبع

58 views0 comments

Comments


10 resons2Travel
bottom of page