والماردر هنا أو ابن عرس يشتهي الأسلاك ويعشقها في الظلام حيث يقرضها ليس على سبيل الطعام لكن لعل لديه رغبة في الاستكشاف أو من قبيل التكدير على هذه المخلوقات البشرية التي زاحمته حديثاً على ظهر الكوكب وتنشر الضجيج والزحام والتلوث بهذه الدواب الميكانيكية ذات المحركات.
Mostafa Farouk ist in Opatija - Croatia 23. Juni
الرحلة الكورونية 3 عدو الحدود البرية قاعدة ذهبية: دخولك لأي دولة جواً أو بحراً أيسر وأوفر من دخولها براً، مهما ترائى لك عكس ذلك! ولأني لست من عشاق المنافذ البرية بوجه عام، إما لطول الوقت المستنفذ فيها فضلاً عن الطريق وتكاليفه الظاهرة (وقود واهلاك ورسوم استخدام طريق (ماوت/ڤينييتّ) والتكاليف المستترة، التي تطرأ مهما أحسنت التخطيط أو أخذت بالأسباب أدفع إليك بالموقفين التاليين: - يوم الجمعة الماضية تم فحص السيارة في مركز صيانتها الرسمي وكلف هذا الفحص أربعمائة يورو كاملة وهم يعلمون أن أمامنا سفر قاصد، لنفوجيء برسالة على لوح التحكم Dashboard في السيارة ينذر بنقص ماء المبرد (الرادياتور)! وحين اتصلت بمركز الصيانة لأطلعه على التطور مخيب الآمال إثر خدمة لم يمر عليها يومان، فيزعم لي لعله حيوان الماردر (ابن عرس) قد تسبب في هذا؛ فقلت في سري، ماردر يابن المار…در ؟! بل سولت لكم أنفسكم أمرًا فصبر جميل! والماردر هنا أو ابن عرس يشتهي الأسلاك ويعشقها في الظلام حيث يقرضها ليس على سبيل الطعام لكن لعل لديه رغبة في الاستكشاف أو من قبيل التكدير على هذه المخلوقات البشرية التي زاحمته حديثاً على ظهر الكوكب وتنشر الضجيج والزحام والتلوث بهذه الدواب الميكانيكية ذات المحركات. طبعاً موقف سخيف كهذا يهدد الرحلة كلها بعطلة ليست هينة وغرامة اضافية محترمة في ضياع الوقت في البحث عن أقرب مركز خدمة لنفس العلامة التجارية ويجب العثور عليه أولا في النمسا قبل مغادرتها وطبعاً ممكن "يتوصوا بي" في الفاتورة لهؤلاء الپيفكيس Pifkies (لفظ للسخرية والاستهزاء بالألمان من قبل إخوة اللسان والبيان النمساويين) فعقدت العزم أني أفعل وأمري إلى الله مهما تكلف الأمر وسأرفق فاتورتي المركزين وأرسل بهما في شكوى محترمة وعاجلة بالإيميل للمركز الرئيسي، ليعرف الباڤاريون ماذا أحدث الألمان الشرقيون بعدهم من فساد! لكن يشاء الله الكريم أن أقابل السيد "عز الدين" شاب نابه من بوشناق النمسا (بوسنوي الأصل) وهو ميكانيكي الفرع في كلاجنفورت الذي حلل الأمر وأكد شكوكي أن حيوان الماردر بريء من سلوك الرادياتور براءة الذئب من دم بن يعقوب وأن ميكانيكي فرع الصيانة الألماني هو اللي بن المار..در الحقيقي (ابن بنت العرس) والذي حصل أربعة ورقات خضراوات دون أن يغير شيئاً بهذا الصدد، وتعلمت من عز الدين أن ماء التبريد يختلف من ماركة لأخرى فالBMW ماؤها أزرق اللون بينما سيارات الVW ماؤها أحمر أما الماء الشفاف عديم اللون الذي كان معنا في حقيبة السيارة هو جيد لكن لا يصح خلط هذا بذاك وإلا يؤكسد أشياء ويحدث أضرارا مع الوقت -فابتسمت حنيناً لتلك الأيام البسيطة التي كان والدي رحمه الله يستخدم ماء الصنبور (مية الحنفية) في ملء الرادياتيور (مبرد السيارة) ولعلبة ماسحات الزجاج كذلك بلا كل هذه التعقيدات اليوم ودون أن تئن السيارة أو تحن لسوائل ملونة تباع بالدرهم والدينار- فسألته النصح فلمعت عيناه الزرقاوان كأرشميدس وانتظرت أن اسمع منه يوريكا (وجدتها) فأردف "انتظر لعلي أجد بقايا زجاجة عندي، فعاد بعد دقيقتين بهذا السائل الأزرق اللون ليكمل منه الوعاء (الرادياتور) ثم يغلقه بإحكام حينها سألته عما أنا مدين له به!؟ فقال هذه خدمة مجانية لعملائنا! فهششت لإتقانه عمله وذوقه هذا فدعوت له وشكرته انحناءاً حيث تمنعنا الكورونا من المصافحة بكلتا اليدين!! ولا شك أن الشكوى المحترمة في عامل هاله سيتخللها شكرا وتقريظاً لفرع كلاجنفورت وبخاصة السيد عزالدين. والذي نصحني بأن آخذ ممر لويبيل Loiblpaß بدلاً من كراڤنكن، حيث تغلب على الثاني الكراڤانات (سيارات النوم الكبيرة) فتطول صفوف الانتظار وتستغرق الاجراءات الحدودية وقتا أطول فانطلقنا للنقطة الحدودية التي اقترح وبدأت أسعار الوقود في الهبوط ففي باڤاريا كانت ب1,6x € ثم في النمسا ب 1,09 وسلوڤينيا في المحطة الآلية خلف نقطة الحدود مباشرة العشرة لترات بعشرة يوروهات لكن فضلت الانتظار لكرواتيا أو صربيا واللتان لابد فيهما وأن ينخفض سعر اللتر عن ذلك حيث أن احداهما لا تنتمي لمنطقة اليورو وإن كانت دولة اتحاد اوروبي (كرواتيا) والأخرى ليست اتحاد أوروپي ولاتعرف اليورو (صربيا)، ومازالوا يستخدمون الدينار اليوغوسلافي في حلته الجديدة - سلوڤينيا فتحت الحدود الأسبوع الماضي كما تزعم بضغط من الاتحاد الأوروبي حيث كانت تفضل اغلاقها لفترة أطول بسبب الجائحة -وما أظنها إلا ورقة تفاوضية تسمح لهم برفع سعر رسم المرور من 7,50 € لسبعة أيام للضعف 15€ مرة واحدة! سعر الVignette عن أسبوع ولأن عودتي بعد أطول من اسبوع قليلاً فإما تشتري اثنتين بثلاثين يورو أو واحدة لشهر كامل بنفس الثلاثين يورو! فاشتريتها نظرياً عن شهر وفعلياً ماهو إلا استخدام لطرقهم المتواضعة لمدة أربعة ساعات ساعتين ذهاب وساعتين اياب بثلاثين يورو!! الآن أبيت ليلتي في أوپاتيا الجميلة على ساحل البحر الأدرياتي، والتي كانت المصيف الإمبراطوري لقيصر النمسا المجر فرانتس يوسف، أو الخديو اسماعيل بتاع النمساويين كما اعتدت تسميته، لأحاول الحصول لكم على صور أو ڤيديوهات للمدينة في الصباح بإذن الله!
Comments