حين سألتها سؤالاً بريئاً عما تقدمه من لحم حلال؟ فكان ردها مفاجئاً "نحن صرب!" -فابتسمت مجيباً أعرف أننا في صربيا وحضرت خصيصاً لتجربة الطعام التقليدي، لكنني لم أسألك عن هويتك فقط قصدت أي شيء فيما عدا الحلاليف!
- مجرد احساس لو كانت الشوارع خالية من السيارات والمارة لظننت أنك في يوغوسلاڤيا الثمانينات، التي لم أزرها طبعاً لكنه مجرد انطباع -أشبه بجوانب كثيرة من برلين ظلت على حالها حتى يومنا هذا- عدا السيارة اليوغوسلاڤية التي عرفناها في شوارع القاهرة حتى الثمانينات وبداية التسعينات "زاستاڤا" Zastava كان ينتج سيارات ذات تصاميم ايطالية مثلهم مثل أغلب صانعي السيارات بشرق أوروپا ومصر وايران وتركيا، لكنها لم تكن من الشركات المحظوظة بشراء الغربيين لها كما حدث بعد نهاية الحرب الباردة ودخول رياح التغيير -مثل شكودا Škoda التشيكية التي اشترتها مجموعة فولكسڤاجن #Volkswagen وداتشا (وهو النطق الصحيح وليس داتشيا) Dacia الرومانية على يد مجموعة رونو Renault الفرنسية، فعلى ما يبدو أنها لم تكن جذابة أو كانت عصية على الرضوخ للغرب وفي الأساس زاستاڤا هو مصنع سلاح في الأساس منذ 1853 ولازال يصنع كل ما قتل وخرب من غدارات (طبنجات) لقاذفات قنابل و لهم بندقية هجومية بنت عم الكالاشنيكوڤ والAK47 اسمها زاستاڤا M21 لا يستخدمها سوى جيوش العراق والأردن والبوسنة والپيرو، لكن انتاج السيارات توقف من 2008 وكان أشهر موديلين هما زاستاڤا 750 (كالفيات تشينكويتشينتو) زاستاڤا 1100 (فيات 128) - بلجراد لم أدخل عاصمة قريبة من منفذ حدودها البرية هكذا مثل بلجراد سوى طشقند من قبل! - الكمامات منتشرة جدا، ولازال ارتدائها اجباري في المحلات والفندق للتعامل مع الناس. وهي أول دولة منذ تركت ألمانيا، تأخذ الموضوع على محمل الجد لازال (اختفت الكمامات من النمسا وسلوڤينيا وكرواتيا) - لا يدخلها كثير من السائحين أو يكاد ألا يدخلها أحدُ على عكس كرواتيا الرائجة سياحيا! - بوابات العبور ممكن أن تدفع بالدينار أو باليورو للتسهيل على الناس ولايوجد ڤينييت Vignette (رسم طريق)، في حين أن كرواتيا عضوة الاتحاد الأوروپي تحصل فقط بالكونا وسعرها أعلى، رغم أن جودة الطريق متناظرة - الانطباع الأول الناس لطيفة جداً وألطف من الكروات كثير جدا!! عدا في موضوع واحد* - ريسپشنست عفريتة وعارفة شغلها كويس جداً وحين سألتها عن أي شركة أشتري منها SIM CARD أعطتني نقطة محمولة (آكسيس پوينت) ذات انترنت مفتوح ومجاني على أن أعيدها مع التشيك آوت فوفرت علي كثير! - مقارنة بكرواتيا الفندق أرخص المطاعم أرخص ومحلات وسط البلد أرخص صديق اشترى طقماً رياضياً (ترينينج سوت) من محل لاكوست في شارع كنيز ميهايلوڤا ترينيتا سوت ب162€ وهو في المانيا ب350€ في رأيي الشخصي أن الطقم مايساويش لا هذه ولا تلك لكن هو حر خلي التمساح يعضه! - الموضوع الواحد الذي ذكرت من قبل تنسى لطف الصرب فيه تماما قوامه ثلاثة كلمات: "المسلمون والبوسنة وكوسوڤو" فلديهم حساسية مفرطة وانفجارية وكأن الحرب لم تضع أوزارها، مخربشات/جداريات الشوارع (الجرافيتي) Grafetti ولافتاته تعلنها صارخة بأن: „القرم لروسيا وكوسوڤو لصربيا"بالصربية "
"Крим је Русија, Косово је Србија"وبالإنجليزية "Crimea is Russia, Kosova is Serbia" في كل مكان وتزداد كثافتها كلما اقتربت من الخروج بإتجاه كوسوفا لكنها حاضرة في وسط البلد كذلك!
ورد فتاة مطعم التشيڤاب تشتشي Ćevapčići/ћевапчићи (المشاوي بطريقة البلقان) حين سألتها سؤالاً بريئاً عما تقدمه من لحم حلال؟ فكان ردها مفاجئاً "نحن صرب!" -فابتسمت مجيباً أعرف أننا في صربيا وحضرت خصيصاً لتجربة الطعام التقليدي، لكنني لم أسألك عن هويتك فقط قصدت أي شيء فيما عدا الحلاليف! ويبدو أنها أحست باندفاعها فأحضرت حين شارفت على الانتهاء حلوى أشبه بالكروستيون البلجيكي (لقمة القاضي) هدية من المحل لكن بأمانة الخبز كان أفضل منها بكثير! :)) - يفضل استخدام تاكسي لوسط البلد بسبب صعوبة وجود پاركنج والأفضل أن تطلبه من خلال الفندق وتستطيع استدعائه بQR Code والدفع بالكارت، أما التاكسي الآخر من الشارع قد رفض الدفع بالكارت، وحين دفعت له المبلغ نقداً حاول الحركة البلدي المعتادة في استانبول بتاعة اخفاء الورقة ذات الفئة الأعلى 2000 دينار (17€) لكن أظهرت له أني كشفته في ثبات وهدوء وكأن شيئا لم يكن ومر الموقف في سلام، وكما يقول الشباب حين شرعتم في الذهاب، هممنا نحن في الإياب!
Comments