top of page

🇧🇬 الرحلة الكورونية 8... ليلة مع صوفيا

  • Writer: Mostafa Farouk ابن فضلان
    Mostafa Farouk ابن فضلان
  • Aug 17, 2020
  • 5 min read

Updated: Oct 31, 2020

فغرفتي العجيبة حررر (ساخنة وخانقة) كحضانة دجاج أو صوبة زجاجية لاستزراع نبات الفلفل في بيئة أوروپية، بسبب أن كل الواجهة على الشارع عبارة عن شباك، أو للدقة ڤاترينة ذات شباك، ليس ثمة حائط به نافذة بل الجدار المواج للشارع زجاجي كله ذو نافذة يلقف ويخزن كل ما تصنع شمس نهار يونيو الجادة...


الرحلة الكورونية 8..وليلة مع صوفيا

أطول طابور حدودي في الشمس حتى الآن وأسخف تنظيم، لولا ماكينة الڤينيت لطال الانتظار وتآكلت بقية النهار وهذا فسر لي الحضور التركي الرسمي المكثف پوليس تركي وأطباء من الهلال الأحمر التركي في الناحية الصربية من الحدود الصربية البلغارية، لدرجة أنك تظن أنك تدخل تركيا ذاتها لا تغادر صربيا للداخل البلغاري!! فهم يقومون بتسهيل اجراءاتهم الطبية والرسمية لمواطنيهم العائدين من أوروپا الغربية لقضاء عطلاتهم في الوطن باللغة التركية حتى ورقة الCOVID-19 التي تملأها متاحة في ثلاث لغات الصربية والانجليزية والتركية! بصراحة نقطة تحسب للترك جداً تنظيمياً وتظهر كفاءة وزارة خارجية قوية وتعطي الترك قيمة في دول الجوار ومن ثم ينعكس على تعامل السلطات الأجنبية معهم لا شك End of Text أنهيت الاجراءات ولدي احساس غريب بالجوع فلقد خرجت من بعد الافطار وأنا على الطريق وتهت آخر حتة في صربيا لدرجة اني دفعت رسوم ثلاث مرات تذاكر احداها بقيمة ٤٩ سنتاً! (لف وارجع تاني) أكملت المسير وبمجرد عبوري الحدود داخلا للاتحاد الأوروبي (بلغاريا) اكتشفت وكأنني قد خرجت من أوروپا كلها فصربيا منظمة ونظيفة وحديثة جدا لدرجة اندهشت معها جدا، بينما بلغاريا على النقيض تماما أعلم أنها أفقر دولة في أوروپا -نعم حتى أفقر من مولداڤيا- لكني لم أتصور الشوارع هكذا قديمة ومكسرة وماء غير مصرف في الشارع قرب محطة القطارات الرئيسية (لم تمطر اليوم أصلاً!) وترماي العباسية/السبتية الأصفر بتاع السبعينات وبداية الثمانينات أو بتاع سان بطرسبورج الأحمر القديم يسير بضجيجه وعجلاته حولك، وكأنك فلاشباك Flashback القاهرة بداية الثمانينات! لكنك تجد في كل مكان كازينوهات قمار وفنادق SPA (منتجعات صحية Wellness وحركات) وهذه في العادة بوابة خلفية تسويقية وقانونية للدعارة المقننة تراها في روسيا والدول التي تتعامل بحرج مع هذه الصناعة -على أساس أنها دول محافظة وذات تراث ديني وهكذا، لكنها لا تتورع أن تترك كعكة المال الحرام للاقتصاد غير الرسمي الموازي، بقاعدة أصولية فيها لا أخفيها! لكن الأعجب انتشار هذا النوع من الفنادق في ألمانيا وهولندا كذلك!! المهم ولأن البنوك أغلقت حين وصولي ولم أستطع تصريف ليڤا Лева (عملة بلغاريا، وتساوي نصف اليورو تقريباً) فقلت لابد من البحث عن مطعم كبير نوعاً يقبل الدفع بالكارت ولا أستأمن ماكينات الATM المنفردة لأن مع حدوث أي خطأ لن تستطع لخبز شراءا ولا لوقود دفعاً! فدخلت فندقاً مجاوراً أكبر وأشهر وبه CASINO صالة قمار، وقصدت مطعمه الأنيق وموسيقى شارل آزناڤور في الخلفية تميل قلبي للمكان بشدة وأخيرا مكان مكيف -فغرفتي العجيبة حررررر (ساخنة وخانقة) كحضانة دجاج أو صوبة زجاجية لاستزراع نبات الفلفل في بيئة أوروپية، بسبب أن كل الواجهة على الشارع عبارة عن شباك، أو للدقة ڤاترينة ذات شباك، ليس ثمة حائط به نافذة بل الجدار المواج للشارع زجاجي كله ذو نافذة يلقف ويخزن كل ما تصنع شمس نهار يونيو الجادة! لا شك الفندق بتصميم كهذا كان له استخدام مشبوه من قبل تجديده، ذكرني بڤتارين الجنس في بروكسل التي تراها من شبابيك القطار لدى محطة جار دونور (محطة الشمال) في بروكسل Garre du Nord Bruxelles وأنت في طريق لوڤن Leuven فقط ينقصها لمپات النيون ذات الألوان الماجنة- لكن أبلغتني النادلة بأن المطبخ قد أغلق من نصف ساعة فاستأذنتها بأن تطلب لي سيارة أجرة لأقرب مطعم مفتوح الآن، فقادنا السيد ريمون رجل مسن لطيف متعاون -عكس سائق تاكسي العودة في كل شيء- في شوارع صوفيا ليلاً وذهبنا أولا لما نعرفه بألمانيا تحت اسم Biergarten مطعم صغير ملحق بحديقة مخصصة لاحتساء الجعة وأكل النقانق وأكلات بسيطة أخرى يتمتع الخنزير فيها بنصيب الأسد والحيوانات الأخرى فأفهمته القضية فواصل قيادتنا حتى مطعم فاخر على أطراف غابة وسأل الأمن بالبلغارية أمامي للتأكيد على أنهم يقدمون الأسماك والدجاج ولحوماً غير الخنازير فشكرت الرجل الذي فاجأني في السكة بأنها قضيته هو أيضاً فهو من أتباع الملة الموسوية ولا يأكل الخنازير فاستحسنت صنيعه واندهشت لعمله رغم بداية السبت (غروب شمس الجمعة) فضحك وضحكت معه وناولته الشواقل، عفواً ورقة نقد أوروپية معي للطواريء وناولني الباقي بالليڤا، فكانت أول عملة بلغارية تدخل جيبي. المطعم فعلا اكتشاف، رغم انه في الفورسكوير مكتوب بجانبه "پيتزا" فكنت لن أمر عليه من بابه، لكن تركت لنفسي فرصة التجربة خاصة وأن الوقت متأخر -فرق ساعة اضافية عن توقيت كل المدن الأوروپية التي مررنا بها- ولن تجد فرص أخرى بعد. لدرجة أني سمحت للناذلة أن تساعدني فيما أطلب، دون أن أراجع قائمة الطعام مراجعة ليلة الامتحان كعادتي، فوجدتها تقول لي عندنا بلاك آنجوس Black Angus فطرب القلب لكلماتها ، فراجعتها أن هو هو؟! (الأصلي بتاع بلاده؟) فطلبته على الفور قطعة Rib eye مع كوب من عصير البرتقال. والبلاك آنجوس هذا تضرب له أكباد الإبل وتشد له الرحال وتذل له أعناق الجبارين من الرجال، نوع من الأبقار الاسكتلندية الخاصة في طرق تربيتها وأعلافها الطبيعية في مراعي شرق اسكتلندا نواحي أبردين وتجعل لحمها طيب ومميز بدرجة حملتهم على رفع سعره عن غيره من لحوم الأرض، ولتكن حريصاً في تحديد الجرامات التي تأتيك في الطبق ليس بسبب السعرات (الكالوريس) وحدها لكن بسبب الفاتورة أيضاً، لكن صوفيا مدينة رخيصة بوجه عام ولا تقارن بمطاعم مانشستر وجلاسجو فأخذت راحتي وطلبت 350 جراماً من السعادة الاسكتلندية البلاك آنجوس وبعد انتشاء وتلذذ حمدت الله على نعمته وأردت أن أدفع فاتورته هكذا أردت بكارت الإئتمان لكن لم يرد جهاز الدفع بالكارت لا عن طريق الApplePay مرتين، ولا حتى بالكارت الپلاستيكي ذاته! فبدأت تدور برأسي الوساوس، فلا يكفي ما معي من أوراق نقدية سوى أكثر قليلاً من ثمن تاكسي العودة واكرامية الناذلة ولم آخذ معي كروتاً احتياطية فحاولت الدفع بكارت ال EC وهو كارت نستخدمه في أوروپا للمدفوعات النقدية الاعتيادية محلياً أشبه بكروت الATM العادية، فوجدته الحمد لله سمح بالسحب في نجاح بعدما تصببت قطرات عرق على جبيني من الموقف ومن حر ليالي صوفيا! لكن صدمة عدم نجاح عملية السحب من كارت الإئتمان وترتني مفكراً كيف سأدفع ليلة الفندق هذه في الصباح حين مغادرته؟! وآخر مرة تعثر الدفع بالكارت مني كان في محطة الوقود في لاپاز العاصمة البوليڤية ديسمبر الماضي -راجع #بن_فضلان_في_بلاد_البوليڤيان "بوابة الشمس ولعنات الپاتشا مامّا"- وحين أدخل على برنامج نشاط الكارت Meine Karten أجد جميع المحاولات تمت بنجاح وجاري التعامل بالخصم، تباً! الفاتورة لم تكن قليلة لكن أن أدفعها أربعة مرات فهذا مؤلم للقلب والجيب، واتصلت على الفور بالخط الساخن للبنك، لأتأكد قبل أن أقدم على خطوات أخرى وللاستشارة كذلك، ثم ناديت الناذلة لأريها شاشة التليفون وأشرح لها الموقف فأسقط في يدها وارتاعت حتى أبلغت الأمر للمديرة مباشرة والتي وضحت لها الأمر وطلبت منها أي قصاصة ورق منهم أحاجج البنك بها فأعطتني ورقة بها جميع عمليات وايرادات المطعم بالكارت هذه الليلة! وهذه بادرة طيبة جداً وكرم حاتمي لم تكن لتلقاه في ألمانيا ولو وقفت على رأسك وأرفقته بكارتها الشخصي واستعدادها للتعاون في التأكيد على أن جميع العمليات الأخرى ملغاة والتي لا يعطي الجهاز ورقة بها لكن يكتفي بإظهار خطأ على الشاشة بلا ايصال صفري مثلاً فشكرتها وطلبت منها الفتاة الناذلة فنادتها وكان المطعم قد غادره الرواد، إلا العبد لله ومن معي، فأتت وعليها أثر بكاء وخوف من الموقف، فشكرتها أمام المديرة على خدمتها الجيدة ومساعدتي في الاختيار الجيد، وهذا سأكتبه في تقرير المطعم أونلاين ومنحتها اكراميتها المستحقة مؤكداً أنها ليست سبباً في الموقف السخيف هذا الذي آمل حله مع البنك عاجلاً وهدأت من روعها، حتى اطمأنت وسعدت بما رزقها الله وجعلني سبباً فيه وشكرتها هي ومديرتها وأخذت سيارة الأجرة للعودة للفندق.

Comments


10 resons2Travel

© 2020 Created by Ibn Fadlan

  • Facebook
  • Twitter
  • Trip Advisor
  • Instagram
  • YouTube
  • Vkontakte
  • LinkedIn
bottom of page