top of page
Writer's pictureMostafa Farouk ابن فضلان

الرحلة الپاسيفيكية الثانية جالاپاجوس 02


واندهشت من صديقة برازيلية تسميه ليموناً Limão فظننتها تبالغ لأنه صغير ولاذع فلا يرقى ليوسفي مثلا، لكنها كانت جادة في أنه ليماو Limão وأنا مصمم أنه لارانچا Laranja (برتقال) فتضايقت للعبها في الثوابت وغضبت لهذا اليوسفي المحتقر، يابنتي ده يوسفي أو برتقال مهما كان لاذعاً فإن ذلك لن يغير من فصيلته عندي! فاستلت سكيناً من المطبخ فصمتت للحظة وقلت اللعنة على كل الحمضيات، هل استفززتها إلى هذه الدرجة؟!



بعد الفاصل الكوميدي الذي تعرضت له في ترانزيت مدينة واياكيل الجنوبية، وصلت الحمد لله لأرخبيل جالاپاجوس Galápagos أحاول أن أنقل إليك تفاصيل أكثر وكأنك ترافقني سواء إن كنت تحب أن تخوض التجربة بنفسك فيسهل عليك ويوفر الكثير مالا ووقتاً أو تكتفي بالإطلاع وكأنك هنا فعلا دون مشقة أو ان تضرب إليها أكباد الإبل وتتجنب وعثاء السفر. أول ما أوكد عليه ثانية أن يكن معك دولارات نقدا. ولا تعتمد على كروت الائتمان، فغالبا قد لا تجد من يقبلها أو قد يشترط لاستخدامها فقط لو بلغت الفاتورة ١٥$ وفي المقهى لو بتشرب شاي وقهوة وماء مثلي فلن تتخطى الأربعة خمسة دولارات أصلاً أما عند دخولك الجزيرة ظننت أن الأمر قد انتهى بشراء بطاقة المرور العابر Trajeta de Transit بالعشرين دولار هذه؟ كلا، بل بمجرد وصولك سوف تحصل منك سلطات المطار على الجزيرة مئة دولار كاملة ولابد من دفعها نقدا! ولا يقبل الكارت أو اليورو وغيره من العملات، فكان معي آخر سبعين دولار لكن يسر الله لي في الطابور الطويل أن اخوض حديثا قصيرا لطيفا مع شاب اسباني خوان Juan وصديقته اللذين أتيا للاحتفال بعيد ميلاد صديقته -الصراحة تستاهل يروح بها جالاپاجوس وتاهيتي كمان لو شاء - فاستطعت تغيير ثلاثين يورو لثلاثين دولارا لأحل الأزمة فأخذ رجل الجوازات مئته كاملة وتوجهت لماكينة الATM بالمطار -لشراء تذاكر الأتوبيس وخلافه- لأجد احداهما لا تعمل والثانية العجيبة الشكل، فهي تلتقم بطاقتك بالعرض لا بالطول! لكنها تعمل وأقصى ما تخرج لبطاقة ائتمان أجنبية هو مئتا دولار لذا تحاول تعيش الخمسة أيام بها لا تتخطاها في مدفوعاتك النقدية. وجزيرة بالطرا Baltra على صغرها بها مطاران، نزلت في احداهما الذي سعته طائرة واحدة غالباً من شركتي لاتام LATAM وآبيانكا Avianca الكولومبية تتعاقبان عليه هناك حافلة تنقلك حتى رصيف العبارة التي تنقلك للجزيرة الرئيسية سانتا كرور Sant Cruz والتي بها نزلي، والحافلة حتى تمتليء تحتاج وقتا وكأنك في موقف رمسيس "ياللا واحد مكرم واحد مكرم…" وعلى فكرة النداء على الركاب في امريكا اللاتينية مشهور ولا زالت أصوات أذكرها من المكسيك في تحميل الميكروباص أو الكوليتيبو Colletivo كما يسمونه هنا "كانكون كانكون كانكون! على نفس لحن كيت كات، كيت كات، كيت كات! وتندهشون لماذا أحب أمريكا اللاتينية؟! وحتى يقوم بالتحميل والساعة الواحدة ظهرا ولم اتناول شيئا منذ الليلة السابقة فقلت أضرب أي حاجة من كافيتريا الاعتماد بتاعتهم ولا علي بركة الاكوادوري أمام موقف الباص الوحيد فوجدت طعاما تقليديا بمخبوز الإمپانادا Empanada الشهير لكنه ليس بالدقيق وإنما جبن مع طحين اليوكا وهنا فائدة لغوية أن اليوكا Yuca ليست كاليوكا Yucca فاليوكا بحرف c واحدة هي المانچوكا أو المانيوكا Maniok/Mandioca المعروفة في منطقة الكاريبي وأمريكا اللاتينية وشرق افريقيا وتشبه الكاساڤا Casava أيضاً فكلتاهما درنات تشبه البطاطس الاعتيادية، والبرازيليون يصنعون منها مخبوزا لطيفاً اسمه تاپيوكا Tapioca ذات دقيق أبيض شاهق وبه لحم بقر مجفف carne seca أتذكرها من أيام #الرحلة_البرازيلية لكني لم أرها هنا إلا كأصابع تشبه البطاطس المحمرة Pommes frites أما ال Yucca بحرفي سي cc فهي نخلة اليوكا القزمية المشهورة كنبات زينة (CC ونخلة قزمية، دعنا من علم النباتات والBotany ده علشان بتاع مشاكل ) فبحثت عن المادورو كون كيزو Maduro con queso موز بالجبن، وهو من مفضلاتي هنا -ليقيني خلوه من أي مشاكل لحوم الخنزير مشتقاته- فلم أجده. والمادورو، نوع من موز الطهي Platanos وليس Banans أو كامبور Cambur كما يسميه الڤينيزويليون في لهجتهم متفردين، وتكتب تماماً مثل اسم رئيسهم Maduro ناس لها مادورو وناس لها تمرة!

وقلت فليكن غداءا فكان غداء حيث أضفت البويوس Bollos للقائمة وقهوة باللبن والبويوس عبارة عن سمك مطهي مع الموز ودقيق اليوكا Yuca ملفوفين في ورق الموز لتفتحها وتجد شيء اشبه بالبطاطا المهروسة لكن أغمق قليلا وبها نصف سمكة مدفونة في هذا العجين البطاطي الهيئة والساخن جداً ودفعت حوالي اثنى عشر دولارا وهذا مبلغ كبير بمقاييس الاكوادور لكن هذه الجزيرة غالية، تماماً مثل جزيرة الفصح Isla del Pasqua بالنسبة لتشيلي والبويوس هذا كان جيداً أعجبني وبجانبه هذا الليمون المتخفي في شكل برتقال صغير فلونه من الدخل والخارج برتقالي وأحيانًا مجعد القشرة ظننته في ساوپاولو مرة يوسفي صغير واندهشت من صديقة برازيلية تسميه ليموناً Limão فظننتها تبالغ لأنه صغير ولاذع فلا يرقى ليوسفي مثلا، لكنها كانت جادة في أنه ليماو Limão وأنا مصمم أنه لارانچا Laranja (برتقال) فتضايقت للعبها في الثوابت وغضبت لهذا اليوسفي المحتقر، يابنتي ده يوسفي أو برتقال مهما كان لاذعاً فإن ذلك لن يغير من فصيلته عندي! فاستلت سكيناً من المطبخ فصمتت للحظة وقلت اللعنة على كل الحمضيات، هل استفززتها إلى هذه الدرجة؟! لكنها ناولتني إياها وثمرة من المتنازع في أمره وقالت لي في حزم Corte isso! اقطع هذه! فقطعت دون تردد، وذقتها لأصدم أنه ليموناً بالفعل رغم اللون والشكل بس عامل نفسه برتقال الواطي! لكن استرعى انتباهي أن الطيور هنا لديها جرأة عجيبة فهي تتناقل بين اطباق الناس وبين كراسيها ولا تنتظر مايلقى إليها بل هي تخدم نفسها بنفسها وتنتزع طعامها انتزاعاً، وتجالسك على نفس الكراسي فهي تعلم انها محمية هنا وهؤلاء البشر مجبرون بقوة القانون على احترامها في مملكتها على هذه الجزيرة وبعدما سددت المخمصة وقفلت ماسورة الذكريات وتتبعت حركات الطيور، فات أتوبيس طيارتنا والذي تلاه فأخذت الذي تلاهما بخمسة دولارات حتى حافة الجزيرة وفضلت عبارة الأهالي أم دولار واحد -تدفعه لمحصل يمر عليك بعد الابحار- عن هذا التاكسي البحري (لانشات سريعة أكيد اغلى لكن لم اهتم بسعرها) وأصلاً أحب عبارات الأهالي والالتحام بالمحليين وليس السياح المنعزلين هؤلاء، وماليش في جو البيزنس كلاس والكلام ده، وأبو دولار كتر منه، واحد جالاپاجوس واحد جالاباجوس… واتنين من الخمسة معاك والنبي!


9 views0 comments

Comments


10 resons2Travel
bottom of page