top of page
Writer's pictureMostafa Farouk ابن فضلان

الرحلة الپاسيفيكية الثانية جالاپاجوس 04 هل أنت من القراعنة أم من اللفافتة؟ 🇪🇨

Updated: Apr 7, 2022

حيث قاموا بتعليق تمثال خشبي لانسان من قدميه ملفوفاً بكيس أسود كجثة في مدخل المحل وآخر مقيد ومسجي على الأرض في كيس أسود مماثل كجثة أخرى، حتى سألت مرة أحد من يعملون بالمطعم -مبدياً القلق- هل هؤلاء كانوا زبائن وماطلوا في دفع الفاتورة؟! فضحك عالياً مفسراً بأنه الهالوين سيدي!




الرحلة الپاسيفيكية الثانية جالاپاجوس 04 هل أنت من القراعنة أم من اللفافتة؟

اليوم صاخب ومسارح في قارعة الطريق تقدم موسيقى جميلة وصالات رياضية في الهواء الطلق تذكرني بالساحة الشعبية في الميادين في عصر ماقبل "صالات الجيم" والشارع ذو حلة قشيبة منذ الصباح والفتيات يرتدين فساتين تظهر أكثر مما تخفي…آه إنه يوم الموتى، أو الهالويين، أو عيد الهلع أو يوم الإصلاح بحسب ثقافتك ولقد فسر هذا الديكور الغريب في مطعمي المفضل أن قاموا بتعليق تمثال خشبي لانسان من قدميه ملفوفاً بكيس أسود كجثة في مدخل المحل وآخر مقيد ومسجي على الأرض في كيس أسود مماثل كجثة أخرى، حتى سألت مرة أحد من يعملون بالمطعم وأظهرت القلق، هل هؤلاء كانوا زباين وماطلوا في دفع الفاتورة؟! فضحك عالياً مفسراً بأنه الهالوين سيدي! وحين حل الليل بانت الرؤيا في تلطيخ وجوههم بالأصباغ وكأنهم موتى أو هياكل عظمية تسير بين يديك كالجرسونيرات وشباب البار! لا شك أن الهالويين قد عرف طريقه إلى هنا بسبب الأمركة الواضحة رغم أنه عيد أيرلندي أصلاً، وعندما وصل المهاجرون الأيرلنديون نقلوا معهم احتفالات تقليدية مثل الهالويين Haloween ويوم القديس پاتريك St. Patrick‘s day ذلك الرجل الذي صوروه يكنس الثعابين من الجزيرة الأيرلندية بإتجاه إنجلترا -اسقاط سياسي يعكس الصراع بين الكلتيين الكاثوليك والإنجليز الپروتستانت- لكن عندما لم يجد الأيرلنديون المهاجرون لأمريكا نبات الشلجم أو اللفت الأبيض كما اعتادوا تزيينه في هذا اليوم فاتخذوا نبات القرع -لانتشاره وسهولة تشكيله- كي يكون لفتهم الجديد في هذا العيد وانتشرت فكرة تزيين القرع العسلي ليس في القارتين الأمريكيين بل وصلت العالم القديم وعادت للمهد في أيرلندا فانقسم الناس هناك بين متأمركين "قراعنة" (قرعيين) اتخذوا القرع شعارا لهذه المناسبة والتقليديين اللّفافتة (لفتيين) الذين شكلوا اللفت مثل آبائهم الأولين. أما في العالم الجديد كان جدود السكان الأصليين أحفاد الأزتيك والمايا يحتفلون بيوم الموتى la día de las muertes حتى وصل المستعمر الكاثوليكي، الذي قاوم هذا العيد أولًا كثقافة وثنية وحين تيقنت الكنيسة استحالة تغييره فاخترعت عيد كل القديسين Tutti i santi/Allerheiligen في ذات اليوم لتسطوا عليه وتكسبه نكهة مسيحية فتجعله ذا لوناً كاثوليكياً ومن ثم مقبولاً، ولهذا لا تجد لهذه المناسبة نظيراً عند الپروتستانت فهو بالكثير يوم الإصلاح Reformationstag ذكرى حركة السيد مارتن لوتر الذي أسس للمذهب الپروتستانتي ورغم وفاة الرجل كاثوليكياً إصلاحياً من وجهة نظره الشخصية لكن الكنيسة وأتباعه كان لهم رأياً آخر فكلاهما اعتبره مؤسساً لدين/مذهب جديد، أشبه بوفاة المسيح عليه السلام وفق كل سردية يهودية أم مسيحية أم إسلامية: هل هو مجرد رجل يهودي من بني اسرائيل ورجل دجال وأفاق ادعى كذبا أنه المسيح المنتظر كما رأوه قومه، أم هو مؤسس لدين جديد كما رآه أتباعه بل ونصبه بعضهم إلهاً أو ابن إله أتى للعالم ليخلص البشرية من ذنب أبيهم آدم، أم هو عبد الله ورسوله أرسله بنفس الدين الواحد كحلقة من حلقات النبوة منذ أبينا آدم وبنيه حتى محمد عليهم السلام أجمعين لهداية البشرية لعبادة رب العباد. أما هنا في أمريكا اللاتينية تجد بعض مظاهر انتشرت نعرفها في أوروپا أيضاً مثل قيام الأطفال بطرق المنازل والمحلات كي يعطونهم شيئاً من مال أو حلوى يضعونه في إناء بشكل هذه القرعة وحينها يرسمون بركات على باب هذا الجار الطيب الذي تعاون معهم وكان كريماً أما من بخل واستغنى ورفض أن يعطهم شيئاً فيقومون برسم اللعنات على باب بيته أو بجوار دكانه وفي الحالتين هي رموز من الأحرف والأرقام أو أشكال غريبة وأعترف أنني أول مرة أكون بالشارع في مثل هذا اليوم رغم معيشتي بالغرب لأكثر من عقدين كاملين لأنه بالنسبة لي في ولايتي القديمة الكاثوليكية، شمال الراين ويستفاليا NRW التي تحتفل به، كان مجرد فرصة للمذاكرة أو الأنتخة في البيت ولم أشاركهم الاحتفال فليس لدينا قديسون فضلاً على أن يكون لهم عيداً أو أشاركهم شرب الكوكتيلات مثل Bloody Mary (خليط الڤودكا بعصير الطماطم بالتوابل) فأنا آخري في عالم الكوكتيلات شوب الفخفخينا أو كوب الخشاف بتاع رمضان، وحينما انتقلت لولاية أخرى شمالية پروتستانتية ساكسونيا السفلى NI كانت لا تحتفل بهذا العيد الكاثوليكي المخترع كما بينا -فهم اصلاحيون ويميلون لرفض عبادة الرفاة والقديسين- فحزنت على ضياع يوم إجازة مدفوعة وصار يوم عمل عادي حتى تفتق لذهنهم أخيراً أن يجعلونه عطلة رسمية بمناسبة خمسمئة عام على الحركة الاصلاحية للسيد مارتن لوتر فصار عيداً لعام واحد "يوم الإصلاح" كي يكتسب بعداً دينياً آخر يناسب عقيدتهم هم ثم أتى واحد بن حلال وقال فلنجعله عطلة لكل عام، لتقليل الهوة بين عدد أيام العطلات بين الشمال الألماني الپروتستانتي الفقير والجنوب الألماني الكاثوليكي المحظوظ ففرحت أنا بقى بيوم الإجازة المدفوعة ونشكر ميتين أم السادة الهنود الحمر والكنيستين الكاثوليكية والپروتستانتية على يوم الإجازة أما لو اتجهوا لإلغاء يوم الإجازة المدفوعة فسأتوجه للثلاث بكتابة اللعنات §9#€&@!


23 views0 comments

Comments


10 resons2Travel
bottom of page