top of page
Writer's pictureMostafa Farouk ابن فضلان

🗿 الطريق إلى الپاسيفيك 3 والمطار ذي الطائرة الواحدة

Updated: Aug 31, 2020


🗿 الطريق إلى الپاسيفيك 3 والمطار ذي الطائرة الواحدة الليلة الأولى وصلت الطائرة في العاشرة والنصف ليلاً وريثما احضرت الحقيبة من على السير واستطعت بشق الأنفس فتح الإنترنت من الرومنج 3G ولا تنتظر ماهو أعلى جربت بكل ساذجية الUBER لكن لم أجد شيئاً حتى جاءت الشرطية تعرض مساعدتها إن كنت أحتاج تاكسي أو فيما معناه شطبنا وهانقفل المطار الذي أشبه ما يكون بمحل ميزانين ناحية بها صالة السفر والأخرى صالة الوصول ذات سير حقائب واحد فهي طائرة يتيمة تأتي من سانتياجو وتستكمل المسير حتى تاهيتي، وأظنها تعود من نفس الطريق، وحين خرجت وجدت الكل يرتدي عقداً من الزهور إلا العبد لله يبدو أنها وزعت على جميع الركاب الذين خرجوا بلا تلكع، وبسبب تلكؤي لم أدرك من المولد شيئاً لا حمصاً ولا زهراً، أو لعل المحليين ظنوا أنني منهم وعليهم فلست أوروپي الملامح وكانت ملامح أغلب من يملأ الطائرة فرنسيون وإيطاليون وأمريكيون (أنجلو ساكسون) بجانب الشيليين الذين تعرفهم من حمل هوياتهم دون جوازات سفر ويتواصلون بالإسپانية فيما بينهم الطريف أن عند الوصول لم أجد شباك جوازات فأنت تخير بين ثلاثة طوابير أحدها لتذاكر المحمية 80 دولارًا للفرد والطفل 40$ ولا تقبل سوى كاش إما دولار أو پيسوس (اليورو هنا ليست له شعبية) وكانت ثمة فتاة جميلة من المحليين ذات إكليل من الزهور تحشد الناس حشداً بالإسپانية والإنجليزية وتؤكد أن سعره هنا نفس سعره في وسط المدينة بالغد، وطابورين أحدهما ترانزيت لمن يستكمل لپاپيته عاصمة تاهيتي وآخر للوصول أتاني رجل مسن يحمل الشال الفلسطيني يعرض علي التاكسي مشكوراً وحملني بحقائبي وأوزاري إلى بيت مضيفتي البلجيكية كام ياعم خمسة آلاف پيسوس، تفضل وهاك أخرى من أجل هذا الشال العزيز علينا، رغم أنني لم أرتديه في حياتي ولا مرة لكن مجرد أن تراه في وسط المحيط الهادي في مكان لا يتحدث لغتك ولا يشبه لونك فتحس أن خالك عرفات أو عمك أبومدين كان في استقبالك وأنت شئت أم أبيت سفير لثقافتك فأنت مسلم عربي مصري فمنحته الخمس أخرى بعدما تعلم السلام عليكم كي تتناسب مع هذه الكوفية! وبما أن مضيفتي بلجيكية من واترلو جنوب بروكسل، حرصت على حمل بالوتان دي پرالينيه بيلچ (علبة من الشوكولا البلجيكية المحشوة، كي تأنس هي وصغيرتها بجزء هام جداً من الوطن وأخبرتها أنني كنت أنوي أن أحضر sirop de Liége/Luikse siroop نوع من الحلوى البلجيكية التقليدية المنسوبة لمدينة لييچ شيء بين المولاس و المفتقة (دبس التفاح والكمثرى والتمر) نأكلها مع أنواع معينة من الجبن لكن قواعد دخول تشيلي التي تمنع أغلب الأطعمة وكافة المنتجات الحيوانين والنباتية حتى ولو كان عسلاً، جعلتني أعزف عن فكرة السيروپ الليچواه واستبدلته بالپرالينيه، والتي كادت أن تطير فرحًا بها رغم بساطة الهدية -تماماً كمصري أحضرت له شيئاً من الملوخية الجافة أو طبقاً من الحلويات الشرقية أو باكو شاي العروسة الصعب الحصول عليها في مهجره- لكن للمفاجأة المركبة كان أثراً ظاهراً على أساريرها، بلجيكي آخر في هذا الجانب المنسي من العالم ومع ذلك لست فرانكفونياً فأنا بلجيكي ألماني وفلمنكي اللسان ولست من الوالون، لكننا تواصلنا بالفرنسية والإسپانية (بعض النصائح وأماكن مهمة مخبز، تذاكر المحمية واستئجار السيارة والبنكين اللذين في الجزيرة، فسكانها خمسة آلاف نسمة ) واجتهدت في تمنيات "ليلة طيبة" بهولندبة لم تكن أفضل بكثير من فرنسيتي! :)) الغرفة بسيطة وأنيقة ومرتبة ذات لمسات جمالية لم تخرج عن ألوان ثلاثة الأبيض والتركواز والأخضر الزرعي، ونجوم البحر في كل مكان من ميدالية المفاتيح لمقابض الأبواب وحتى الحوض الأنيق مثبت في لوح خشبي وكأنه قُدّ من شجرة عظيمة لتوه، هكذا تراءى لي وكذلك مروحة السقف فوق السرير أسعدتني كثيراً وذكرتني بأختها المعلقة في غرفتي بليالي صيف الأقصر منتصف التسعينات حيث كنت أسكن كمرشد سياحي مغترب مبتديء في شقة جيدة ومريحة قرب النهر العظيم صارت فيما بعد مقراً لشركة بلوسكاي، الأباجورات من النباتات المجففة المجدولة، خزانة الملابس مجرد عارضتين من الپلاستيك الأبيض علقت عليها شماعات خشبية بنفس لون نجوم البحر والكراسي والوسائد التركوازية مع ثلاجة بنفس اللون الجميل لكنها أشبه بنموذج مصغر لثلاجات الستينات الكلڤينيتور والإيديال والوستنجهاوس الأمريكية، التي كانت علامة على الثراء إن امتلكتها في مصر الستينات وبدايات السبعينات حيث كان أغلب الناس يمتلكون ثلاجات من المصانع الحربية أو سيجال أو إيديال المصرية (صناعة محلية) قبل ظهور الماركات الأخرى المعروفة الآن. مروحة السقف بدوراتها والثلاجة الكلاسيكية قفزا بي من مقامي في وسط الپاسيفيك دون أن أدري لذكريات الطفولة الأولى في القاهرة والشباب بوادي النيل، وكأنهما أداتين من أدوات التنويم المغناطيسي، الماء هنا طعمه مستساغ بالكاد فآويت لفراشي نصف عطشان، على أن أحضر زجاجة ماء أخرى من هذا البولنچيري أو الپاناديريا (المخبز) في الصباح طابت ليلتكم Bonne nuit #بن_فضلان_في_بلاد_الشيليان #تشيلي #جزر_الفصح #الطريق_إلى_الپاسيفيك

9 views0 comments

ความคิดเห็น


10 resons2Travel
bottom of page