top of page

🇺🇿 الطريق إلى طشقند 4 الجمعة السمرقندية وقبابها

  • Writer: Mostafa Farouk ابن فضلان
    Mostafa Farouk ابن فضلان
  • Aug 15, 2020
  • 4 min read

Updated: Oct 28, 2020

فتذكرت كلمة شيخ الإسلام بن تيمية "لو يعلم الملوك وأبناء الملوك ما نَحْنُ فيه من السعادة لجالدونا عليها بالسيوف" أوَليست المهابة وحب الناس رغم مرور أكثر من ألف عام على وفاته كرامة يمنحها الله لرجاله وحملة علمه!

🇺🇿 الطريق إلى طشقند 4 (الجمعة السمرقندية وقبابها):

أذن الله بدخولنا سمرقند ليلة النصف من شعبان الجمعة، وهي ليلة اكتمل فيها القمر وصار بدراً، وسمرقند مدينة مهيبة الطلعة مجيدة التاريخ عظيمة الآثار ومنتشرة الأزهار وليلها باهر الأنوار وعلى مشارفها حين اقتربت من نزلي المجاور للمدينة القديمة تراءت لي أول القباب، قبة ذهبية اللون أو الإضاءة لا أجزم رغم اكتمال البدر، فهي ساحرة في غموض ومثيرة للإهتمام بمجرد أن تراها تثير فيك فضولاً غريباً فسألت السائق قبة من هذه؟ هذه قبة أمير تيمور! فاستبشرت خيراً وهالني جزعاً وفزعاً أن أمير سمرقند بحاله و هيلمانه يستقبلانك يا بن فضلان، ها هو تيمورلنك أمير سمرقند الذي امتدت فتوحاته من دلهي حتى كييڤ، والذي هزم فرج بن برقوق سلطان مصر وجيشها، ولم يحول بين دخوله القاهرة سوى مباحثاته مع المؤرخ والفيلسوف ومؤسس "علم العمران البشري" (علم الاجتماع) عبد الرحمن بن خلدون وزير خارجية مصر آنذاك (مش تقول لي بهايم الخارجية بتوع End of the text) ولكن مما يوغر صدورنا على الأمير هزيمته للسلطان بايزيد العثماني -رحمه الله- في معركة أنقرة 1402 والتي كانت سبباً في تأخر فتح القسطنطينية خمسين عاماً، ولقد نالت منه النكت السياسية آنذاك بقصص الشيخ المحبوب نصر الدين خجا أو الشهير بجحا والذي قابله في التراث الشعبي في آق شهر ودارت بينهما خمسة طُرف أو أراجيز لعل أشهرها أن تيمور أراد اتخاذ لقباً مركباً تركيباً مزجياً مع لفظ الجلالة كخلفاء العباسيين المقتدر بالله والحافظ لدين الله والمستضيء بنور الله…الخ. فما رأيك يا جحا؟ فرد جحا بسرعة بداهته المعهودة وبكل أريحية، فليكن إذاً "نعوذ بالله" يا مولاي، أو حين سأله كم أساوي في نظرك يا جحا فقال له ألف دينار يا مولاي، فقال له ويحك، إن حلتي وحدها ثمنها ألف دينار فيرد جحا، إذاً فلقد صدق حدسي يا مولاي! فبغض النظر عن واقعية هذه القصص من عدمه أو إن تقابل نصر الدين خجا بالأمير تيمور -فلسنا بصدد تحقيقها- لكنني تساءلت هل من الممكن أن تكون هناك حلة بألف دينار من الذهب؟! حسبته دوماً ضرباً من المبالغة، حتى رأيت الحُلل البخارية (نسبة إلى مدينة بخارى) бухарский Чапан فالتمست الأعذار كيف أن تصل حلة لهذه الأثمان بقيمتها قماشاً وشغلاً وتفصيلاً -وبدون أكذوبة الماركات والبراندات والسينييه التي نعرفها في أيامنا تلك- رأيت بعض عباءات تكلف خمسمائة دولار في تفصيلها غزلاً ونسجاً ولوناً وزخرفة إن وضعت فيها رقيق الحال أحمقاً حسبته أميراً حقاً يأتيك من بلاطه تواً من القرن الثالث عشر! بدأت يومي بزيارة ضريح الأمير تيمور، ولا داعٍ أخلاقياً لاستخدام اسمه الأشهر (باللاحقة "لنگ") وتنطق لنج (بالجيم الفارسية او القاهرية) ومعناها الأعرج لأنه كان لديه عرج في مشيته تماماً كالناصر محمد بن قلاوون رحمهما الله، ومنها اسمه اللاتيني Tamerlane هو صحيح كان سفاحاً لكن له أعماله وفتوحاته وما أن انتهيت من زيارته، قمت بشراء تذكرة المدينة القديمة وساحة راچستان بمدارسها الشهيرة ونويت أن ألحق صلاة الجمعة في مسجد جديد خلفها أولا ثم استكمل الزيارة على مزاجي، فقلت أسأل أحد السمرقنديين عن وقت الصلاة فأخبرني سائق الأجرة وأتبع بسؤال، لما لا تصلِّ في جامع الإمام البخاري؟ فوجدتني أردفه القول، فلنفعل ياصديقي! فركبت معه في تيسير عجيب، ودون مقاومة بل وكأنني على موعدة مع الشيخ محمد بن اسماعيل البخاري، الذي دفن في قُشلاق (قرية) خارج سمرقند -اسم القرية/القشلاق "خارتنگ" تنطق خارتَنج بالجيم المصرية Хартанг- إبان زيارته لبعض أهله فيها، وصلت مع سائقي وصديقي فيما بعد "صنعت" -كثير من الإسماء التركية/الأوزبكية عربية الأصل وتفتح تاؤها في النهاية مثل طلعت وشوكت ومرڤت (طلعة، شوكة، مرؤة) وهكذا صنعة، بمعنى فن- وبمجرد دخول المكان لا أدري سبباً لدموع سحت من عيني سحاً إحساساً بهيبة المكان وقيمة الرجل في حفظ دين الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، ولماذا لم أهتز هكذا في قبة تيمورلنك بهيلمانه وتاريخه وملكه قبلئذٍ؟! فتذكرت كلمة شيخ الإسلام بن تيمية "لو يعلم الملوك وأبناء الملوك ما نَحْنُ فيه من السعادة لجالدونا عليها بالسيوف" أوَليست المهابة وحب الناس رغم مرور أكثر من ألف عام على وفاته كرامة يمنحها الله لرجاله وحملة علمه! وملحق بالجامع متحف يحوي مصاحف وتنانير هدية من رؤساء وملوك طبعات لصحيح الإمام البخاري احداها في مصر في القرن التاسع عشر، وسوق اقتنصت منه بعض تذكارات و قلانس أوزبكية Тебетеке وأجودها من مدينة قوقان وأخرى زهيدة الثمن فهنا أنت في منأى عن السياح التقليديين قباب أخرى تستحق الزيارة: قبة أبي منصور الماتريدي إمام المتكلمين في عصره وأحد أهم تلاميذ الإمام أبي حنيفة النبهاء وتعرف أيضاً بمدفن "المحمّدين" (جمع محمد) لأنها تضم قبور ربعمائة من علماء الحديث المهمين في عصرهم فكلهم حفاظ ورواة ثقات مشهود لهم بالعلم ولابد أن يكون اسمهم محمداً، شروط ثلاث ليجاوروا أبي منصور الماتريدي المتأثر بالإمام أبي حنيفة، والأشاعرة والماتريدية هما من أهل السنة والجماعة أو أقرب الناس لأهل السنة والجماعة -بحسب أي إصدار أنت تتبع- وقبة "شاه زنده" وهو اسم عند المحليين لابن عم النبي قثم بن العباس رضي الله عنهما والذي حمل الإسلام لهذه الديار فاتحاً وكان أشبه الناس بالنبي صلى الله عليه وسلم. وقباب وهمية مثل قبة تزعم للنبي دانيال رأيت مثلها في سوريا مزعومة لهابيل بن آدم الأولى يديرها الصوفية من المسلمين، كسبوبة للتكسب من الحجاج مسلمين. غير مسلمين، فهناك دكة من متبرعة ألمانية من فرايبورج عليها اسمها. والثانية خارج دمشق ويديرها الدروز لنفس الغرض ولأنها صناعة مربحة تجد لها توسعاً وفروعاً ففي لبنان كذلك قبراً مزعوما لشيت بن آدم غير قبرين آخرين له في سوريا والعراق، أو قد لا تستحق زيارتها رغم جمالها وتكلفتها مثل قبة الرئيس السابق إسلام كريموڤ، اللي مبارك بجانبه ولي من أولياء الله الصالحين ويستحق قبة هو الآخر، بس التأخير من عنده! :)) وفي مصر هناك قبتان فقط من ذوات الرقاب عالية (الطراز السمرقندي) وكلتاهما في مدرسة صرغتمش -بجانب جامع أحمد بن طولون- لكنهما ليستا ببهاء وألوان القباب هاهنا!


Comments


10 resons2Travel

© 2020 Created by Ibn Fadlan

  • Facebook
  • Twitter
  • Trip Advisor
  • Instagram
  • YouTube
  • Vkontakte
  • LinkedIn
bottom of page