top of page
Writer's pictureMostafa Farouk ابن فضلان

🇨🇴 بن فضلان في بلاد الكولومبيان 2

Updated: Aug 31, 2020

ميديين الجميلة Medellín la Guapa 2

🇨🇴 ميديين الجميلة Medellín la Guapa 2

أنهيت زيارة صخرة جواتاپيه Guatapé الجرانيتية ذات السبعين مليون عام المقدسة لدى الهنود القدامى متسلقاً لسبعمائة درجة سلم بنيت حولها، وكان يسميها شعب التاهامي Tahamí الذي عاش في هذه المنطقة مُخرّة بمعنى صخرة أو حجر في لغتهم ولقد أعلنتها الحكومة الكولومبية مزارا سياحيا ً في الأربعينات حين فطنت لأن كثير من المغامرين يتسلقونها رغبة في الإطلالة الساحرة من على ارتفاع 2135 متراً أي مائة وخمسون متراً أقل من ارتفاع جبل موسى بجنوب سيناء على الوادي في منطقتي پينيول وجواتاپيه بمسطحاتها المائية والجزر الخضراء والزهور البرية النادرة والطيور العملاقة المحلقة من نسور وعقبان تداعب عدستك حاجزة بجناحيها قرص الشمس في الأفق وكأنه ماثل أمامك أسطورة حورس البحدتي المتحد مع قرص الشمس (رع) في الأفق (آخت)

المهم تركنا جواتاپيه وقمتها ولدي جوعٌ يكاد أن يخمص بحجم هذه الصخرة الجرانيتية من المأكولات البحرية، فخرجنا على الطريق بالسيارة اتجاه ميديين قاصدين أول سيبيتشيريا Cevichería (مطعم بحري يقدم هذا الطبق البيروڤاني العجيب سيڤتشيه Ceviche المكون من سلاطة الكائنات البحرية من سيپيا ومحار وجمبري وسمك وأخطبوط كلها طازجة ونيئة لكن أنضجتها كمية عصير الليمون الأخضر الأمازوني ومحلى ببعض الفواكه الاستوائية كالمانجو، وبعد ساعتين من المسير اقتربنا من مطعم جذبني اسمه ميرامار Miramar مثل رواية نجيب محفوظ التي دارت عن پنسيون سكندري تديره السيدة اليونانية (مدام كلارا) والذي له نظير على ساحل مدينة أوستنده البلجيكية Oostende كذلك كلما قصدت كورنيشها كان لي مرتكزا في التمشية! فقلت خلاص فليكن ميرامار كلاكيت تالت مرة لكن المرة دي في كولومبيا، دلفنا لمنطقة شعبية پاركيه بارريو Parque Barrío تشبه محطة العتبة للمترو ليلاً تخرج منها لتجد الباعة الجائلين وأغلب المحلات أغلقت مع التاسعة لكن اضافة العنصر الفني بدءا من الحاوي (الساحر) عند الإشارة لموسيقيي الشارع ولهم عزف رائع بالجيتار الكهربي وسماعات ضخمة بجانب الشارع وكأنك في مسرح مفتوح،

ومن مطاعم ميديين، تعرفت على زوجين من دولة كوراساو Coraçao احدى جزر الكاريبي التي لا تبعد كثيراً عن ساحل الجارة ڤينيزويلا بجانب دولة أروبا، بصراحة كلتاهما لم أسمع عليهما سوى في الألعاب الأوليمپية ومن كتالوجات العملات فهي دولة عدد سكانها ربع مليون (شارع صغير في مصر) وتابعة لجزر الأنتيل الهولندية، وتمثل مع جارتيها آروبا Aruba وبونير Bonair ثلاثة جزر تعرف بجزر ال ABC (الحروف الأولى من اسمهم Aruba, Bonair & Coraçao) لكنها مع آروبا مستقلتان تابعتان للتاج الهولندي ويستخدمون الخولدن/الجيلدر وبونير تعتبر بلدية تابعة مباشرة لدولة هولندا، شيء أشبه بجزر المارتينيك لفرنسا.

الزوجان الكوراساويان سيتينيان ويبدو عليهما الثراء واللطف معاً يداعبان طفلاً بجانبهم ع المنضدة وكانت ثمة تعليقات متبادلة فاتحة لحديث ثري، اندهشا فيه لمجيئي للسياحة في كولومبيا، واكتفائي بالمقبلات البحرية مع العصير متبعهما بالقهوة، وشرحت لهم أنني أتحاشى تسلل الخنزير ومنتجاته للطعام، التي حرمتني في هذا المكان سلاطة الأخطبوط التي أحبها، والتي اعتدتها في بيتنا على الطريقة الإيطالية، لكن لسبب ما موجود بها هنا قطع من الباكون bacon!

وكنا نتحدث أغلب الوقت بالإنجليزية والهولندية بعد بداية بالإسپانية، فكثير من المحليين يظنون أنني برازيلياً حتى أغادر هذه البلاد فيعود التصنيف المعتاد في البرازيل وأوروبا بأنني مكسيكياً! 😁 وفي هذا قصص طوال، مع احداها قد تضطر الحكومة المكسيكية منحي جنسيتها إن تقدمت لذلك، فلقد نسي موظف الهجرة في مدينة كانكون المكسيكية إعطائي ختم المغادرة في الجواز عند عودتي لهابانا العاصمة الكوبية، ومن ثم لدي ختم دخول دون ختم خروج! فإن شئت التحايل وذهبت بعد عدة سنوات بجواز آخر (قانوناً لي أن أحمل ثلاثة جوازات ليس من بينها المصري) قد أزعم وفق الأوراق الرسمية وختمهم بأنني دخلت منذ التاريخ الفلاني ولم أغادر منذئذٍ ومن ثم يحق لي التقديم على جواز سفر مكسيكي، لو اشتقت لا قدر الله لجوازات السفر الخضراء والتي ودعتها منذ بضع سنين. وبعد عدة أحاديث شيقة عن جزر الكاريبي ونظامها النقدي والبنكي وغرض كل منا في رحلته لكولومبيا، فهما للكشف الطبي الدوري هنا، فسألتهما في سذاجة أو لم تكن كوبا أقرب وهي متقدمة طبياً بأن دربت أغلب أطباء الدول اللاتينية وكثير من أطبائهم يعملون هنا بالفعل، ففهمت أنهم كرأسماليين أقحاح لا يميلون للجارة ذات القربى كوبا ونظامها ويفضلون عليها الجارة الجنب كولومبيا، وزالت الدهشة حين علمت أن الرجل ليس عاملاً في النظام المصرفي أو يمتلك شركة حتى، بل يمتلك مجموعة شركات مصرفية ومالية، حين أعطاني كارته الشخصي، موجهاً للعبد لله الدعوة لزيارته في كوراساو، وأبديت موافقة دون تحفظ، أكيد، أزوركم عسى قريباً! 😊

فيالها من مدينة تروي ظمأك بعصير القصب الشهي من باعتها الجائلين على نواصي حي إيتاجوي الشعبي نهاراً وتجالس من يديرون الشبكات المصرفية لبنوك الكاريبي في حي الپوبلادو الراقي ليلاً!

15 views0 comments

Comments


10 resons2Travel
bottom of page