top of page
Writer's pictureMostafa Farouk ابن فضلان

🇨🇴 بوجوتا Bogotá 3 وبحيرة جواتابيتا Guatavita

Updated: Aug 31, 2020


🇨🇴 بوجوتا Bogotá 3 وبحيرة جواتابيتا Guatavita اليوم الأول لم أستطع انجاز سوى متحف الذهب وتمشية قصيرة في المدينة القديمة أو الكانديليريا كما تسمى هنا وأثر الفترة الاستعمارية الإسبانية لم تبق في أثر بيوت وبنايات بالكولونيال استايل بل في ملامح كثير من الناس الأوروبية (37% من السكان) ولازالوا يحرصون على تأكيد هوياتهم الإسبانية في أسمائهم عن الباقين على أساس أنهم من أسسوا كولومبيا انطلاقاً من مدينة سانتا مارتا أول مستعمرة لهم 1510 رغم أن كثير من المهاجرين المتأخرين سواء من الأنجلوساكسون والعرب والألمان أثبتوا وجودهم كثيراً في الاقتصاد والرياضة والفنون، لكن اختلاط كثير منهم مع السكان الأصليين والأفارقة ومهاجري البحر المتوسط الآخرين نشأت أجيال الميستيزوس Mestizos/Mestiços (كما أسماها الإسپان والپرتغاليون) في أمريكا اللاتينية وهم في رأيي الأجمل خلقة والأكثر سحراً فتجدهن يتميزن بشعر السكان الأصلي الخيلي الجميل مع عيون أوروپية ملونة أحياناً ولون بشرة كافيه أوليه أو قد تجد شعراً أشقراً لكنه مجعداً! فصارت التقسيمة في كولومبيا اليوم 70% ميستيزو و20% سكان أصليون و 10% أفارقة. معلومة على جنب السيدة ميرسيدس أرملة الكاتب العظيم جابرييل جارثيا ماركيز، (نوبل في الآداب قبل نجيب محفوظ مباشرة) جدها لأبيها كان مصرياً مهاجراً ومما زرت خارج بوجوتا كاتدرائية الملح في سيپاكيرا Zipaquirá تحت الأرض داخل مناجم الملح وهي من أهم المزارات في كولومبيا ويقصدها الحجاج الكاثوليكيون والسياح من كل حدب وصوب رغم أنها تم بنائها في الخمسينيات من القرن العشرين -نعم لم تخطئ القراءة فهي فقط منذ 1954- لكنه فن عمل من الفسيخ شربات و من الملح دولارات، فالتذكرة حوالي عشرين يورو وهو مبلغ كبير هنا وأغلى مزار في كولومبيا أعتقد وحتى أطفال في عمر أربع سنوات يدفعون لهم تذاكر! فقلت أستكشف بنفسي "أبو سمبل بتاعهم" فوجدتها ماهي إلا كهوف الملح تحت الأرض ولا تتوقع أنها في جمال مغارة چعيتا البيروتية بلبنان بتكويناتها من الستالاكتايت والستالاجمايت وألوانها الطبيعية الخلابة، فهي متواضعة جداً بجانب جعيتا مجرد كهف جبلي ناشعة الأملاح على جانبيه أشبه بكف صدقيا أو مايعرف بمقالع (محاجر) سليمان بالقدس لكن أكبر وأوسع وللتغلب على مشكلة انعدام الألوان تم تثبيت اضاءة ملونة ببراعة أعطت حسناً وبريقاً للمكان ثم قُدَّ من الصخر طريق يمثل مغارة الميلاد للسيد المسيح، وطريق الآلام بمراحله وفق أسطورة الصلب في العقيدة المسيحية وعلى جانبي المكان صلبان حجرية كبيرة وأخرى معدنية مثبته ودكك حجرية على الجانبين أمام هذه الصلبان الضخمة لمن شاء يصلي من الزوار لكن الأغلبية كانت مشغولة بالمرشد الإلكتروني تستمع له مثلي الموجود بعدة لغات وتأخذه إجباراً لا اختياراً مع التذكرة -لازم يحللوا العشرين يورو بقى - أو التقاط الصور في مناطق الضوء الخافت الذي يعطي نوع من الرهبة قد يساعد البعض ع الخشوع أو التأمل، والملون ليكسر الرتابة والمونوتونية ويضفي مسحة من جمال فني على كهف أرضي. أما بحيرة الموسيكاس المقدسة بجواتابيتا Laguna sagrada de Guatavita والمرتفعة أكثر من ثلاثة آلاف متراً فوق سطح البحر فهذا هو المزار بحق ولا يصح أن يفوتك إن ذهبت لكولومبيا ليس فقط للحكاوي المتوارثة والأعمال الأدبية المسطورة نثراً وشعراً (إدجار الآن پوو و آيشيندورف وغيرهما) والفنية العديدة في كثير من اللغات حول "أسطورة الألدورادو" جميل أن تأنس ببعضها كقرارات أو مشاهدات قبل الرحلة أو حتى في الطريق إليها لكن ستسمع من المرشدين المحليين شيء آخر تماما مغايراً لحواديت السينما الهوليوودية التي ارتكزت غالباً على قصص البحارة الإسپان والبرتغاليين عن العالم الجديد، ملخصها أن تحت هذه البحيرة طريق مخفي به من الذهب والأحجار الكريمة ماتنوء بمفاتحه عصبة من الرجال وكانت سبباً لتقاطر الآلاف من المغامرين والباحثين عن الذهب والثروة إلى كولومبيا فكانت الأسطورة سبباً في إعمار كولومبيا وتحديثها، أشبه بما حدث مع مدينة چوهانسبيرج الذي تناولناه تفصيلاً في الرحلة الجنوب إِفريقية (راجع پوستات #بن_فضلان_في_بلاد_الأفريقان)، كما سرد الزميل هيكتور أن شعب الموسيكاس أو التشيبشاس (السكان الأصليون بالمكان والذين حكموا من عاصمتهم كانوا يختارون ملكهم وحكيمهم وساحرهم (خليط من ذلك كله ولنسمه الشامان) بطقوس طوطمية معينة وتجارب حتى يعلمون أنه هذا هو ويملكون عليهم، ويحرص بعض المرشدين هنا بمقارنتها بالطقوس الكاثوليكية نظراً لغالبية الزائرين من أمريكا اللاتينية بوجه عام خاصة أرجنتينيين ومكسيكان ومحليين كولومبيين لإكسابها نوع من الحياةوالمصداقية حين يربطها بما يؤمن به البعض، أو لعله ترويج لبضاعة مزجاة ونجد هذا في كل مكان وثقافة تقريباً سواء من الأعزاء المرشدين لزوم التجويد وبرمجة الزبون خاصة من نوعيات المؤمنين والمحبين لممارسة الطقوس ممن نسميهم في مصر بمصطلح المرشدين "العبّادة" وهم أناس تأتي غالباً في جماعات ومعهم كاهنتهم أو الشامان التي تقود صلواتهم أو تأملاتهم في الأماكن المقدسة سواء معابد أو أهرامات أو أنهار وبحيرات كتلك. ومن ضمن الطقوس اختبار الشامان في ثلاثة أشياء الحكمة أوالذكاء والقيادة ومعاملته للناس والرغبة في النساء وفي الأخيرة يتعرض للتجربة والإختيار بتركه عارياً إلا من وريقات شجرة معينة مع ستة من أجمل نساء القبيلة عاريات تماماً إلا من زينتهن ليغرينه بأن يضاجع ولو إحداهن فيسقط بذلك في الإختبار ويعاقب إذن بقص…شعره! #بن_فضلان_في_بلاد_الكولومبيان #الطريق_إلى_بوجوتا

13 views0 comments

Commentaires


10 resons2Travel
bottom of page