top of page
Writer's pictureMostafa Farouk ابن فضلان

🇧🇴 بوليڤيا بلد عجيب غريب وطيب...لاپاز المدينة المعلقة ١

Updated: Aug 31, 2020


بوليڤيا بلد عجيب غريب وطيب لاپاز المدينة المعلقة ١ نزلت من الطائرة وكأنني سكرانًا، ليس من إرهاق قلة النوم التي أعرفها جيداً بل ضاق صدري حرجا بعدما صعدت في السماء لهذه العاصمة الأعلى عالمياً فوق مستوى سطح البحر، ويقل فيها الأكسجين بشدة تجعل من يأتيها إما يتدرج في نشاطك خاصة أول يومين أو يمضغ أوراق نبات الكوكا أو يشرب شايه كوصفة محلية تفيق الغرباء، وحتى الأوتيلات تضع في اللوبي أنابيب أكسجين للزوار إن أصابهم نوبات نقصه التي قد تجعلك تستيقظ من نومك بسبب قلة العنصر الأهم في الهواء وبعد انقضاء ساعتين ونصف بالمطار للحصول على كارت إنترنت و تسليك مشاكل السيارة المستأجرة هنا والتي هي بحق من أغرب الشروط التي رأيتها ليس فقط للرقم المبالغ فيه كديپوزت/ وديعة مغلقة، بل لتحديد الكيلومترات بواقع 150 كم في اليوم في بلد كبير المساحة، بل وقصر دخولك أماكن دون غيرها بحجة الأمان وكدة، وهذا لا شك سأحترمه لأن لي مغامرة سوداء مع الإخوة الآبوريجينيز (السكان الأصليين، أو الهنود الحمر كما يسميهم شاحبو الوجوه die Bleichgesichter من الأوروپين) حدثت في الجارة الپيرو من أعوام ثلاث، لكنني لازالت حي أرزق، ولأن كل كيلومتر بعد المسافة المحددة سيتم حساب كل كيلومتر منها بخمس وثلاثين سنتاً! لكن بوجه عام من وحشته القيادة في مصر يجي بوليڤيا الزحام ليس في في وسط البلد أو حين تدخل البلد مثل كل مدن الدنيا الكبيرة، لا ده بيبدأ على بعد أمتار من المطار، مش مضيعين وقت الزحام في كل مكان على الأرض وفي الهواء للحجر والبشر، فعلى الأرض صفوف الميكروباصات وسيارات النقل والأتوبيسات التي تأتي من ثقب ما في الزمن لتطل عليك من ستينات وسبعينيات القرن العشرين، والجميع يقود كما يحلو له في شوارع هابطة صاعدة طول الوقت أسوأ مما رأيت قبلاً في ساوپاولو، وكانت مقياسي فيما قبل في المنحدرات بين الشوارع المبنية فوق الجبال، لكن لاپاز فاقت وبزّت وبزغت فوق ساوپاولو بمنحدراتها التي قد تكسبك سرعة السقوط الحر إن لم تنتبه، ربنا يستر! كان هذا على الأرض أما في الهواء فضجيج عددي من التليفريك الهابط والصاعد حواليك وفوق رأسك! وكثرته لأنه ليس وسيلة سياحية كما في غيره من الدول بل وسيلة مواصلات عادية وتستطيع الذهاب بأحد خطوطه الثلاث الأصفر Amarillo والأحمر Rojo والبنفسجي morada حتى المطار في الضاحية آلتو. أما وإن رأيت شباب ينتظرون أن تحمر إشارة المرور وتقف السيارات في ثلاث دقائق ليقوموا خلال دقيقتين على خطوط عبور المشاة بفقرات من السيرك بالكرة أو المخاريط الخشبية أو الرقص بعرائس خشبية على موسيقى لاتينية شعبية تجعلك ترقص وتتلوى طرباً حتى ولو كنت مقيداً -وهذا رغم جماله لم يبهرني لأني رأيته من قبل في عدة مدن لاتينية بالپيرو والبرازيل وكولومبيا على أن يقومون فيه الدقيقة الباقية بجمع ما ارتضى قائدي السيارات دفعه نظير هذا العرض الفني الإجباري، لكن الجديد في لاپاز هو رؤية من يجري على الطريق السريع الخاص بالسيارات (الآوتوبآن) فقلت لعله مجنوناً أو سكران! إلى أن تكرر المشهد في نفس اليوم على نفس الطريق، ثلة من شباب يجرون على الطريق السريع (الآوتوبان) بل أن أحدهم كان معه كرة يرفعها ويلتقطها وآخر كان بيعمل تمرين استطالة لعضلات فخذه!! فأيقنت أن الأول لم يكن مجنوناً بل أنا المجنون لأني لا أفهم ثقافة ناس جديدة علي، يمكن سلو بلدهم كدة! وبت أجزم أن البوليڤيين لديهم أولمپياد الآوتوبيستا (الآوتوبان/الأوتوستراد) لكننا لم ندرِ عنها شيئا قبل اليوم! هذا ما كان من البشر، فأما الحجر، تجد المباني الحجرية وكأنها مبذورة في كل مكان على الأرض وفوق الجبال وفي سفحها بلا نظام، مما جعل التنقل بقدميك في شوارع هذه المدينة المعلقة بقدميك بالغ الصعوبة والويل لك كل الويل إن فقدت طريقًا وسرت تبحث عنه فسيتعين عليك صعود سلالم ونزول أخرى من حارة لحارة ومن زنقة لزنقة…يتبع (الصورة من نافذة نزل لطيف وسط المدينة المعلقة لاپاز)

5 views0 comments

Comments


10 resons2Travel
bottom of page