top of page
Writer's pictureMostafa Farouk ابن فضلان

🇩🇪 حياة هامستر في مونستر1

Updated: May 6, 2022

وكم من مسافر ارتحل دون أن يطلب الرحلة! وكم من مقيم بأرض لكنه دائم الأسفار بين الكتب والأفكار!

لا أميل لاستخدام مصطلحات رنانة مستهلكة، للتدليل على أهمية السفر من قبيل أنك لست شجرة، وغيره، وقد يتذرع البعض بضيق ذات اليد تارة أو انعدام الوقت تارة، لكنني سأثبت لك أنها غالباً ذرائع لا أسباب:

-كم منا فكر في الخروج لاستكشاف محيطه حيث لا يطلب منه مال أو تأشيرات أو حزم أمتعة؟!

-هل زرت جميع المتاحف حولك أو خرجت للحدائق أو المكتبات أو متنزهات بسيطة أو شوارع التاريخية أو العمائر القديمة دينية وغير دينية؟!

ما أكثر ممن قابلت ممن يهيمون بالسفر واكتشفنا سوياً أنهم لم يهتموا يوماً بمعرفة شيء عن كنوز عاشوا في كنفها أو زيارة مناطق ألفوها وألفوا جوارها من بيوتهم ولم يخطر ببالهم أنهم يدخلونها إلا لأول مرة حين زرناها معاً وهي في مدينتهم، فزامر الحي لا يطرب، ولا كرامة لنبي في وطنه! لست هنا لأدين أحداً لكن لإزالة وهم عند الغالبية وأنا منهم

إذا فالمشكلة هنا ليست دائماً ضيق ذات اليد أو انعدام الوقت، وسأفرد مقالين خصيصاً عن تمويل رحلاتك وآخر عن تخطيطها لأهمية الأمرين.

كما أني لا أناقش هنا ضرورة السفر أو حتميته عند البعض (لمن كان سفره بغرض اكتساب علم أو رزق أو الالتحاق بأهل بيته أو حفظ الكليات الشرعية الخمس التي أتى الدين لحفظها، ترتيباً (الدين، النفس، العقل، العرض، المال) فهذا سفره قد صار واجباً!

لكنني أتناوله مجردا كتجربة انسانية سواء لهؤلاء من الذين فرضت عليهم تلك التجربة فرضاً، ومن لم تُفرض عليهم، أياً كانت ظروفك فلتخض التجربة وتسافر لتحقيق المآرب العشرة الآتي ذكرها:

وكم من مسافر ارتحل دون أن يطلب الرحلة! وكم من مقيم بأرض لكنه دائم الأسفار بين الكتب والأفكار!


ولعل من أخطائي الشديدة في بداية حياتي كطالب هنا في ألمانيا مع نهاية القرن الماضي، أن انحسرت حياتي بين البيت والجامعة والمسجد -وهو أمر مهم لدفع شعور الاغتراب وكي لا تكون من الغنم القاصية ذوي القلوب القاسية- فلم أكن غنمة لكن في أفضل الأحوال حيوان هامستر في عجلة لا تكف عن الدوران وحين كنت أروش (أكسر القواعد) أيام السبت والآحاد في وقت لم أستكمل فيه مشتريات الطعام والمستلزمات فنتزاور غالباً مع الإخوة وأصدقاء غالباً من محيطك الثقافي وسع أو ضاق، فيفوتك الكثير مما يمكنك مشاهدته أو تعلمه، فنزلت بعد أربعة أعوام من الحياة الجادة في ألمانيا وبلجيكا لأقابل زمايل يعملون معنا في السياحة في مصر وكان يسافر أحدهم لألمانيا لمجرد أسبوعين لكنه يكون قد رأي كثيراً من المدن والأماكن مما لم أره في أربعة أعوام من الدراسة والعمل والنشاطات المختلفة! فأغبطه ويندهش هو قائلاً هل أنت متأكد أنك كنت في ألمانيا وكدة؟! فأرد ضاحكاً، أما ألمانيا بتاعتك (اشارة لحياة الليل واللهو) فلا أظن، لكن ألمانيا الخاصة بطالب يدرس بلا منحة ومسؤل عن بيت وذي نشاط لا بأس به والتزامات كثيرة وقراءات وترجمات وحين فاض وقتاً من العطل قسمت إجازاتي بين بلجيكا ومصر وبالكثير إيطاليا لأسباب عائلية، ففاتني كثير من الخبرات هاهنا خارج محيط الدراسة والعمل والمعاملات اليومية من بيع وشراء وأوراق ومعاملات حكومية بل لم أخرج من ولايتي إن الداخل الألماني إلا فيما ندر، من يصدق أن أول زيارة لي لبرلين كانت في 2006! (العام السابع من خروجي لألمانيا، رغم أنني كنت زرت بلجيكا كلها وهولندا وايطاليا وفرنسا ولوكسمبورج وانجلترا واسكتلندا وايرلندا كلما كانت هناك فرصة أو سمحت الظروف)

وهكذا اعتدت إن جاءت عطلة فسارعت بالخروج من ألمانيا بالكلية وليس من مونستر Münster مدينتي وحدها فارتبطت ألمانيا وتحدثي بالألمانية بحالة الدراسة والعمل والالتزامات، لذا حين أخرج من هذا المحيط اللغوي الضيق والرسمي لأتحدث الانجليزية أو الايطالية أو العربية أو غيرها فأنا كدة في اجازة!

لكن منذ 2006 صرت أقبل دعوات زبايني القدامى وأصدقائي من المدن الأخرى لزيارتهم بها ورؤية مدنهم

وكما قد يقع المغترب في هذا الفخ بحجة التركيز في دراسته أو حياته سواء لجمع العلم أو المال أو كليهما، رأيت من المسافرين الألمان من يكرر نفس الخطأ بشكل آخر فهم يسافرون كل عام -وهذا حسن- لكن عدد لا بأس به يسافر بجسده دون روحه فيصر على التحدث بلغته في البلد المضيف ويطلب نقانقه المعتادة من المنزل وكذلك نفس جعته الشقراء نفس البراند (العلامة التجارية) يا إلهي! إنهم يطبقون مثلاً دأبوا على قوله انتقاداً لمن هو اعتيادي جداً ولا يتحلى بروح المغامرة wat de boer niet kennt, dat frett he niet! "مالا يعرفه الفلاح لا يأكله“ وأنا بالمناسبة لا أطالبك بكسر قواعدك شخصية، كانت أو دينية أو اجتماعية لا سمح الله فلست أناركياً لكن ابتغ طريقا بين هذا وبين ذاك! البيت يحتاج أن نفتح نوافذه وإلا فسد الهواء!

وعلى سيرة الهواء فهذا الكائن (السائح التقليدي) والذي يعيش في فصل الصيف على شواطيء الغردقة الذي تجده في فصل الصيف على شواطيء الغردقة والجزر الإسپانية واليونانية وموطنه الأصلي ألمانيا، يكتفي بالأنتخة على الشاطيء لتخزين جرعات من الشمس وهواء البحر المنعش ونشاطات تدور حولهما -وأنا أغبطهم لهذا- لكن...(يتبع)


(الصورة للمبنى الرئيسي لجامعة مونستر أسست عام 1780 WWU Münster)


78 views0 comments

Commenti


10 resons2Travel
bottom of page