top of page
Writer's pictureMostafa Farouk ابن فضلان

🇮🇩 رابعة رابعة والحي السابع! من موقف جاكرتا

Updated: Aug 31, 2020



رابعة رابعة والحي السابع! كما أعجبتني اندونيسيا كثيراً في أشياء شتى، ناس لطيفة وبلد رخيص السعر وكمية الأوركيد بلونيه الأبيض الناصع والبنفسجي الرائق في كل مكان وهي ثاني زهرة بعد التيوليپ تسعد ناظري وتبهج فؤادي والمساجد في كل مكان والنَّاس تفتخر بدينها ويجتهدون في اظهار مايعرفون من كلمات عربية -أغلب المقال تم تحريره قبل سرقة الهاتفين- ومنتجاته البحرية طازجة ومتنوعة وكذلك فواكه لا مقطوعة ولا ممنوعة ووجود شطافة في كل الحمامات -معذرة فعشرين عاما قضيتها في بلاد الجرمان والإفرنج جعلت من افتقار الحمامات للماء النظيف مأساة عامة عند قضاء الحاجة، تجعلني أبالغ في الاحتفاء بها عند الإسپان والطليان وبعض اللاتين مثل بلاد المسلمين لكن مالم يعجبني أزمتي المعتادة مع المطابخ الآسيوية، والتي لا أفضل منها سوى الهندي والتايلاندي بجانب الساشيمي من المطبخ الياپاني، لوجود صفة مشتركة في مطابخ عموم آسيا تكاد تظهر اللحوم في جرعات جرامية بمقاييس شعوبنا، وهذه مشكلة لكائن لاحم من ذوي الناب مثلي، كارنيڤوروس من رتبة الرئيسيات نعم لكنني أقدس الخضار والسلطات أما ما يصنعه الصينيون ومن نحى منحاهم في جنوب آسيا أن تجد كل ما انتمى للمملكة النباتية سواء نباتات زينة أو أعشاب أو كل ما احتضنته مناجل الفلاحين (الشرشرة بلغتهم في ريف مصر) وقت الحصاد، يقع بالضرورة في الووك wok (إناء طهي صيني ذي لهب عال) لدقائق معدودة تجعل الخضر في منزلة بين المنزلتين، لا هي ناضجة فتمضغ ولا هي نيئة تقضم، قبل أن يقدم لك في طبقك مع أرزهم المقدس أو النوودلز الشهيرة مقلية أو مسلوقة، ونعت الأرز بالمقدس هنا ليست مبالغة إن عرفت أن ماكدونالدز نفسه هنا يقدم الأرز كذلك في كثير من وجباته الرئيسية، وإلا لما دخله انسان، وهذا يحسب لأبحاث السوق التي فهمت ثقافة وعقلية الآسيوين وطوعوا منتجاتهم من البداية كي تتوافق مع الذوق العام، فالأرز في آسيا، ليس طبقاً جانبياً جنب الخضر واللحم والذي قد تكون البطاطس وأخواتها أو الخبز بديلاً عنه، ورغم عدم ميلي للوجبات السريعة بالمرة إلا أن الماكدونالدز قد يكون بديلاً في بعض المدن التي لا تجد فيها ما يرضي طموحاتك الغذائية أو يوافق شهيتك، من قبيل حشو البطن كدة ولا كدة وطعمه ليس سيئاً. أما فكرة ضرب العصير بالماء، كأنت الأشد إزعاجاً على الإطلاق: عصير البرتقال إما كان كوباً من الماء البارد المليء بمكعبات الثلج وثلثه الأسفل في أحسن تقدير به عصير البرتقال، أو تجد في القائمة healthy orange juice لتجده مخلوطا بالفانتا بدرجة يصعب معها تمييز إن كانت النسبة غير المغشوشة أكانت عصير برتقال حقاً أم تلك السموم الملونة من العصائر الصناعية سريعة التحضير. ويستوي في هذا مطاعم شعبية على جنبات الطريق، أو مطاعم مأكولات بحرية في كومپوندز مغلقة يدفع الداخل إليها رسوماً 25 ألف روپية على الرأس سواء ذهبت للمطعم أم لم تذهب، عصير البرتقال بها لا ينصح به وإنما ثمار جوز الهند غير المخلوط بدون أية إضافات أو شاي الياسمين فهذا جيد بحق أميرالله سائق تاكسي تعرفت إليه من أحد التطبيقات الشبيهة بالأوبر والمنتشرة بكثرة في ماليزيا اندونيسيا ماي بلوبيرد طلع إنه كان جارنا من مدينة نصر وتحديداً سكن في الحي السابع أيام كان يدرس بالأزهر قلت له بس انت كدة معانا ياريس أميراً للرحل (أو أدميرالاً، كما حرفها الإفرنج من جملة ألفاظ عربية تستخدمها اللغات الأوروپية إلى يومنا هذا) كلما أنزل جاكرتا، وتكلمنا في الطريق من زيارة صديقة أعرفها من سنين ولم أكن قابلتها قط وساعدتني كثيراً في ترتيب رحلتي في اندونيسيا وسنغافورة، فزرتهم في منزلهم لأشكرها وأعيد على أسرتها الكريمة،الذين تعرفت إليهم، إلى أن حان وقت الرحيل لكوالالمپور لزيارة بن أخي الذي يدرس هناك منذ عامين، فأخذت التاكسي لمطار سوكارنو بجاكرتا، وتجاذبت أطراف الحديث مع الأستاذ أميرالله سائق التاكسي، فوجدت الرجل أزهرياً أريباً ذَا عقل راجح يحدثك عن كل شيء فمن حديثه عن د. يوسف القرضاوي ومؤلفاته والتي يفتخر بأن لديه جميع ماظهر منها بلغته البهاسا وبعض نسخها العربية كذلك إلى أشياء في السياسة عن فترتي حكم سوهارتو وسوكارنو واستفتاء استقلال تيمور الشرقية وما صاحبه من ضغط أوروپي في دعم الانفصاليين المسلحين بزعامة زنانا جوسماو - فكنت أذكر لافتات الپروپاجندا الاستعمارية التي كانت تظهر في مباريات الدوري البرتغالي كتب فيها salve Timor وقد ظهرحرف ال T فيها على هيئة صليب يتهاوى ليسقط في حين أن البرتغال نفسها هي من تركتها عام 1974 لتركيز قواتها في مستعمرتيها الأهم أنجولا وموزمبيق اللتين اشتدت فيهما المقاومة، وتخشى ضياعهما وبالفعل قامت أنجولا بعد ذلك بدعم البرتغال اقتصادياً في الأزمة الأخيرة فلم يحمل الاتحاد الأوروبي بعبء ثقيل مثلما فعل مع اليونان وديونها- وأنه كان يتابع مجلة المختار الاسلامي كل شهر والتي ساعدته في لغته العربية آنذاك أيام إقامته في القاهرة، حتى عم عادل بتاع الجرايد في ميدان العباسية طلع يعرفه! (الصورة لزهرة الأوركيد الأبيض المتواجد بكثرة في كل مكان يستقبلك من أول المطار وحماماته وحتى جنبات الطريق وحدائق المنازل) #بن_فضلان_في_بلاد_الآسيان #اندونيسيا_ماليزيا_سنغافورة

12 views0 comments

Comments


10 resons2Travel
bottom of page