top of page

🇺🇾🇦🇷 رحلة بحرية من الأرجنتين للأوروجواي 01

  • Writer: Mostafa Farouk ابن فضلان
    Mostafa Farouk ابن فضلان
  • Oct 20, 2020
  • 5 min read

Updated: Nov 13, 2020

🇺🇾 خناقة التانجو - "هو الجنة فيها أرجنتينيات يا مولانا" - De ahora en adelante se llama Tango Rioplatense y no Argentino! :))

كنا قد وصلنا لميناء بوينس آيرس وتحديداً

للمرسى على دلتا نهر الدجلة الأرجنتيني (Tigris) حيث تنطلق العبارات شمالاً للمدينة الجارة مونتفيديو (عاصمة الأوروجواي) فالمدينتين يحتلان رأسين على نهر أو خليج لابلاتا والمسافة بينهما قريبة جدا تحتاج ساعتين وربع من الإبحار تقريبا .

- ونجد أن كثيرا من الأعلام الجغرافية خاصة تلك التي وردت في الكتاب المقدس أو لم ترد لها نظيرا واحدا على الأقل في العالم الجديد, هي ظاهرة عرفناها من قبل في انتقال أعلام جغرافية عربية من الشرق سواء من الجزيرة أو بادية الشام إلى مصر و بلادالأندلس (الكرنك من خورنق ومدينة الزهراء قرب قرطبة) وكذلك فعل الأسبان وإخوانهم البرتغاليون بل وتوسعوا في هذا (قرطبة الإسبانية والأرجنتينية والمكسيكية والكولومبيات) ومن بعدهم الهولنديون والإنجليز والفرنسيس قاموا بنفس السنة تجدها في "نيو أمستردام (الاسم القديم لنيويورك حين بناها الهولنديون), فنيويورك (بعدما اشتراها الانجليز منهم),أو سانتياجو دي كومبوستيا ثم سانتياجو دي شيلي (على نفي النسق)

وهكذا نهر تيجريس (الدجلة) تجده هنا أيضا أما اسم الأوروجواي الرسمي هي جمهورية شرقي الأوروجواي! وهل هناك أوروجواي الغربية؟ كلا لكنه الاسم الرسمي للدولة هو جمهورية الشرق La Repúplica Oriental del Urugua

لأنها تقع في الشرق من نهر الأوروجواي حسنا ولم سمي نهر الأوروجواي بهذا الاسم تفسيرات كثيرة منها نسبته للأوروجوا Uruguá نوع من الحلزون المحلي يكثر على ضفاف هذا النهر

كانت العبارة تمخر عباب البحر (أو نهر لابلاتا كما يحلو للأرجنتينيين تسميته) لمدة ساعتين وربع الساعة استمتعت فيها بنسمة الهواء في صبف ديسمبري منير والذي حمل شيئا من عبير اليود وأصوات النوارس ولاحت لي شمس الإنكا المبتسمة والمشتركة على علمي الدولتين أنها ترسل أشعتها لتضيء وجوه باشة مبتسمة الثغر من حولك حتى لتخالهن تجليات للإله إنتي (قرص الشمس في ثقافة قدمائهم) أو حوريات قفزن من البحر رأساً إلى سطح السفينة دون لأن يصيبهم بلل وشعورهن تسبح في الهواء على اختلاف ألوانها فتذكرت سؤالا بريئا قد طرح مرة -غفر الله لصاحبه ولوالديه- "هو الجنة فيها أرجنتينيات يا مولانا" فضحك الشيخ وضحكتُ وكلي أمل أن نعم! معذرة فأنغام التانجو المنبعثة على ظهر المركب تسكرك بغير خمر وتنبهك أنك تتحرك بين عاصمتي النشأة المتنازع عليها, هل بدأ الأمر من جنوب النهر في بوينس آيرس أم من شماله مونتيفيديو لينتشر في الجنوب!؟ ومن ثم فمنذ هذه اللحظة ولمدة أربعة أيام تتوقف عن تذييل اسم التانجو "بالأرجنتيني" بل اسمه "الريوبلاتي" De ahora en adelante se llama Tango Rioplatense y no Argentino! :))

أولا لأنه نزاع ثقافي كبير بين الأمتين الأرجنتينية والأوروجوانية لمن الريادة, هل تذكر خناقة الDolce de Leche من المقال السابق, هذه أكثر تشابكا وتعقيدا

خاصة مع لحن التانجو الأشهر أو ما يسمى "سيد التانجوهات El Tango de los tangos" وبه يختتم كل حفل لأي تانجو L "La Cumparsita" هو أوروجواني بإمتياز, فما قصته؟!

بدأت مع اتحاد الطلبة في مدينة مونتيفيديو كانوا يجمعون أموالا لحفل الكرنفال بالمدينة لعام ١٩١٧ وقام جيراردو ماتس رودريجيز Gerardo Matis Rodriguez بكتابة هذا اللحن الصغير -كما تراءى له آنذاك- لذا صيغة التصغير في الاسم فلم يكن Compra أي وقام ببيعه وسلم النوتة لمقهى Grand Café la Giralda بالمدينة القديمة بثلاثين بيسوس نعم لقد سلم النوته بثلاثين قطعة من الفضة لم يشتر بها حقل الدم لكن كتبت له أغان تنضح بالمرارة في العشرينيات كتبت له الخلود

ومعروف أن التانجو كله حزايني أو ٩٥٪ منه موسيقى حزينة تتحدث عن ألم الفراق والإنكسار وخيانة الحبيب بل وانتظار الموت حتى لأنهم يقولون أن التانجو مر مثل مشروبنا (القومي) المتة El tango es amargo como nuestro Mate!

سواء سمعت اللحن في اصداراته الإسبانية الرجالية الأداء كارلوس جاردل و خوليو إيجليسياس أو الإصدارة الإيطالية النسائية لميلفا لذا لن أترجمهما فقط استمتع بالموسيقى والأداء:

🇪🇸 🇲🇽 La cumparsita (Julio iglesias/ C. Gardel):

Conservo aquel cariño que tuve para ti

Quién sabe si supieras que nunca te he olvidado?

Volviendo a tu pasado te acordarás de mí

Los amigos ya no vienen

Ni siquiera visitarme

Nadie quiere consolarme en mi aflicción

Desde el día en que te fuiste

Siento angustias en mi pecho

Decí, per canta,

Qué has hecho de mi pobre corazón?

Sí!

🇮🇹 La cumparsita (Milva): Questo tango suona sempre, non smette mai di tormentarmi, e so che non potrò fermarlo mai perché l'ho dentro il cuore. Questo tango suona sempre, e sempre io lo ascolterò, sempre, ovunque andrò, anche se non vorrò, perché mi parla di noi. Tu lo sai... che penso a te, rivedo te, sentendo questo tango, il tango che ballavo felice insieme a te. Ogni volta che lo sento io ripenso al nostro amore. Adesso tu non sei più quì e so che non ritornerai, ma questo tango ti terrà legato a me. So che anche tu sentendo questo tango, non puoi scordare i giorni trascorsi insieme a me!

وبرغم من كل هذا الحزن والسوداوية إلا أن بداية دخول التانجو لأوروبا عبر البوابة الپاريسية ووصل برلين فكان صدمة حضارية ضد المجتمعات الأوروبية المحافظة…نعم كما تسمع فلقد اعتبر أنه رقص ماجن وفاجر حتى أن استدعى الأمر القيصر الألماني ڤيلهيلم الثاني (غاليوم وفق المراجع القديمة) ياستصدار قانونا عام ١٩١٣ لمنع هذا الفسق والمنشور مرفق بالبوست لمن أراد الإطلاع ويجيد قراءة الفراكتور (الخط الألماني القديم) يعاقب بغرامة ١٣٠ مارك امبراطوري Reichsmark أو الحبس مدة لا تزيد عن ٦ أسابيع…قال تانجو قال بلا قلة أدب! :) ولهذا تم تطويره في پاريس لتخفيف هذا التلامس الفاجر فيه ويصير منه اصدارة أوروپية أقرب للڤالتسر النمساوي المقبول اجتماعياً لكن منذ السبعينات بدأ التانجو الأرجنتيني في العودة بقوة في القارة الأوروپية ليستعيد مكانته في مدارس الرقص جميعها!

ويظل التانجو أمر متنازع فيه تماما مثل حرب البقلاوة التركية القبرصية ومعارك الفلافل المصرية الإسرائيلية الشامية…اللهم إلا في أمرين ثابتين

أن كثير من المؤرخين والكورويجرافيين (مؤرخي الرقص ومتخصصيه) يشيرون لأن نشأته افريقية في هذين المكانين ويستدلون على ايقاعه المعزوف على طبلة الكاندومبه Candombe فهي افريقية محضة وانتقلت لأمريكا اللاتينية وهناك اسم شهير في فن الپايادا هو جابينو ايزيزا Gabino Ezeiza (رجل افريقي ممن استقدموهم للعمل في مزارع جنوب أمريكا) وكان أشهر من قام بفن الPayar فهو وهو من يقوم بأداء Payador فن الپايادا La Payada والأخير هو صورة من صور الغناء الشعبي الأرجنتيني الذي يقوم فيه الرعاة los Gauchos بإرتجال الغناء ويشبهون في هذا شعراء الطروبادور Los Trobadoros والكلمة ذات أصل عربي مبين من الشاعر الطروب الذي كان يقف بشرفة الحبيبة يقرض الشعر ارتجالا) استند عليه تطور موسيقى التانجو والميلونجا فيما بعد

وكلمة ميلونجا نفسها أيضا افريقية من لغة البانتو )شعوب وسط وجنوب القارة) بمعنى كلام Parole

المهم ظل هذا الفن فسقا وفجورا في أوروبا بداية القرن العشرين خاصة بألمانيا لعلنا نذكر كلمة بعينها في وصف كل هذه الفنون الماجنة entartete Kunst والتي ارتبطت بحقبة بعينها, علر فكرة كان هناك Sittenpolizei أشبه بهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في المملكة السعودية سابقا منها أكثر من بوليس الآداب المعروف في مصر مثلا يقيسون طول التنورات وملابس البحر للنساء وهكذا, لذا تم تطوير رقصة التانجو في باريس لتخفيف هذا التلامس الفاجر فيه ويصير منه اصدارة أوروپية أقرب للڤالتسر النمساوي Walzer المقبول اجتماعياً لكن منذ السبعينات بدأ التانجو الأرجنتيني في العودة بقوة في القارة الأوروپية ليستعيد مكانته في مدارس الرقص جميعها!

والأمر الآخر أن الأرجنتين قامت بتسجيله كتراث خاصة بها قبل أن يقوم أحد بالاعتراض كما هو الحال في أشياء متنازع عليها أخرى مع الأوروجواي وكما يقول العامة اللي سبق أكل النبق!

Comments


10 resons2Travel

© 2020 Created by Ibn Fadlan

  • Facebook
  • Twitter
  • Trip Advisor
  • Instagram
  • YouTube
  • Vkontakte
  • LinkedIn
bottom of page