top of page
Writer's pictureMostafa Farouk ابن فضلان

🇮🇩 صلاة العيد في إندونيسيا

Updated: Aug 31, 2020


صلاة العيد في إندونيسيا أحسست بالعيد فعلاً وبهجته التي لم أعهدها من أيام الطفولة والصبا، ففي مصر من نهاية التسعينات وكنت أقضيه غالبا في العمل لوجودي في مدينة الأقصر أوالغردقة بعيداً عن الأهل في القاهرة، وكنت أحب عملي جداً كمرشد سياحي سواء آنذاك أو بعد عودتي الأولى في خريف 2004 فكنت لا أمانع في تغطية زمايلي أوقات الأعياد سواء المسلمين أو المسيحيين وأقبل يومياتهم أو كروزاتهم (رحلاتهم النيلية) -فلقد كنت متعطشاً لعمل ممتع حرمت منه لظروف الهجرة والدراسة لبضع سنين، وكنت أحتاج المال كذلك- فكانت أغلب صلوات العيد بمصر أقضي وقتها بين المعابد والمقابر، بينما أعيادي في ألمانيا بمساجد مونستر أو مندن أو ڤولفسبورج كان يتبعها يوم عمل عادي اللهم إلا منذ صليت العيد مع جاليات المسلمين في المجر والبرازيل وتتارستان وإسپانيا وأعجبتني القصة كما ذكرت آنفاً فصرت حريصاً على هذا التقليد الإبنفضلاني. التكبيرات هنا بدأت من غروب شمس يوم عرفات ليست من المساجد ومكبرات الصوت التي كانت كفيلة بسماعها في الشقة المستأجرة وكأنهم يقتسمون معك البهو، بل كان هناك طقساً احتفالياً يسمونه Takbirun تكبيرٌ وفق الثقافة الشعبية هنا هو أشبه بقطارات الكرنڤالات التي نعرفها في الشرق الأقصى التي يسبقها التنين برقصاته أو Karnevalzüge في الأعياد الشعبية الألمانية بالملابس والاكسسوارات أو مهرجانات البرازيل وكولومبيا برقصاتها وموسيقاها الاحتفالية، حيث يخرج الأطفال والكبار في ملابس شعبية جميلة ويزينون مركبات وسيارات معدة لهذا الأمر خصيصاً بأعلام ملونة وبها عبارات إسلامية وطبل وأهازيج مليئة بالذكر والتكبيرات والتهليل في طوابير يحترمها الجميع وينظمها عساكر المرور بل ويعملون لها مسابقة في أجمل وأطول مجموعة "تكبيرٌ" اضطررنا أمس ليلة العيد بأن تركن السيارة لساعة كاملة حتى مرت طوابير مجموعات التكبير لمكان تسابقها. ومن اللطيف واليسير إن حضرت صلاة عيد كهذه إن قمت بتوزيع بعض الحلوى البسيطة المشتراة من آلدي Aldi مثلاً على الأطفال الجالسين بين آبائهم في ملابسهم القومية والقبعة الإندونيسية الشهيرة، وبعضهم توشح الكوفية الفلسطينية -ليس لحس قومي بل ديني وانساني، وتذكرة بأنهم لا ينسون إخوانهم في عيدهم وفرحتهم رغم العشرة آلاف كيلومتر الجغرافية، والتي جعلها التكبير والتحميد بلسان واحد لاشيء بل حتى عرفت أن هناك حياً اسمه يروساليم بارو (القدس الجديدة) شمال يوجياكرتا- فستجد في أعينهم فرحة ورضا لا تعرفها في أطفال كثير من حولنا، أولئك الساخطين دائماً ممن لديهم كل شيء ولا يرضون بأي شيء، مثلهم في ذلك مثل آبائهم وأهليهم، فكل مجتمع يصبغ من فيه بسمات عامة، وطبيعي كنت أقارن بين الأطفال الذين نعرفهم في أوساط العرب والمصريين في أوروبا وغيرها بهذه الملائكة ذوي العيون اللوزية والأصوات المهذبة بعبارة Terima kasih أو شكرًا بالملايوية/بالبهاسا، بأطفال المصريين والعرب صوتهم عال وصراخ دائم بسبب وبلا سبب، سواء وقت صلاة أو غيرها فلا لديهم ورع ولا مفهوم احترام المكان، أما هنا في الخلاء يعني في الشاااارع الواسع ومع ذلك لم تسمع لهم ولا لآبائهم أي صوت ولا همهمات طول الصلاة أو الخطبة سوى التكبيرات والتحميد والتكبير، فالكل يعرف لماذا نحن هنا وماذا نفعل الآن والكل يحترم الزمن والمكان والمناسبة يعرفون محارم الله على اختلاف أعمارهم، فحمدت الله أن اندونيسيا أكبر بلد مسلم في العالم بملايينه المائتين وسبعين وأن العرب لا يمثلون سوى 15% من مسلمي العالم وقلت، خير، فيه أمل! #بن_فضلان_في_بلاد_الآسيان #اندونيسيا_ماليزيا_سنغافورة

8 views0 comments

Comments


10 resons2Travel
bottom of page