🇩🇪 قرطاس المدرسة وكيف يستقبل الألمان أول يوم دراسي!
- Mostafa Farouk ابن فضلان
- Oct 26, 2020
- 2 min read
Updated: May 6, 2022
وكان قرطاس حلوياتي ذَا شرائط حريرية أردت عرضه لجارتي مزهواً به فتركته يسقط حتى امتلأت الأرض بمحتوياته وصارت قدماي مغطاة حتى عقبي بالبونبون والشوكولاتة والتمر والتين واليوسفي والڤافل وغيرها من الحلوى
عادة القرطاس المدرسي أو كيس الحلوى # Zuckertüte #Schultüte التي توزع على الأطفال في أول يوم دراسي، ألمانية بحتة نشأت في الشرق -مثل أشياء أخرى كثير يعود الفضل فيها لشرق ألمانيا- من مدينة يينا 1817 أولا ثم انتشرت لسكسونيا (دريسدن وليبزج) يصل ارتفاعه 85 سم في ولايات الشرق (بينما ما صار يعرف بالولايات القديمة، أو ألمانيا الغربية، ارتفاعه 70 سم فقط وكانت أزمة للأطفال الذين تعودوا على حجم بعينه في مدن الشرق ثم كتب عليهم الانتقال مع أهلهم لمدن الغرب أو الجنوب ترى هذا في مرارة حديث امرأة ذهبت للمدرسة في جورلتس Görlitz (على الحدود الپولندية) عام 1932 ثم انتقلوا للعيش في ميونخ (بالجنوب) فكانت صدمة لها أن تتذكرها حتى الآن
وقد يوزع جاهزاً على الأطفال أو تساعدهم المعلمة في إعداده بأنفسهم ثم تملأه لهم بالحلوى مختلف الأشكال والألوان لكن من السيتينيات وزاد الوعي بالحفاظ على صحة الأطفال أسناناً وأبداناً صارت نسبة الحلوى في القرطاس معقولة وتم اضافة أدوات مدرسية مفيدة لهم كأقلام ومساطر وألوان -كلما أتذكر أحاديث الآباء عن السپلايرز Suppliers هذه الأيام وتجارتها الرائجة أشفق عليهم- بينما هنا جانب منها على المدرسة في طقس مفرح كما ترون، لتظل صورة كل طفل في أول يوم دراسي مع قرطاس المدرسة هي من مفردات العقل الجمعي للألمان والنمساويين وذكريات أطفالهم
وقيل أن الفكرة الأساسية مأخوذة عن الجمعيات اليهودية التي وزعت هذه الحلويات على أطفالها في بداية الدراسة لتشجيع الأطفال وآبائهم على التعليم وتحفيزهم على المجيء لمدارس التوراة مستندين على نص في المزمور ١١٩ (كلمتك في فمي أحلى من العسل) وهذا ما صرح به حاخام سويسري الراباي ڤورتمبرج، رغم أن هذه العادة لم تنتشر يوماً في سويسرا أو بلجيكا أو حتى المجر والتشيك ورومانيا (حيث تعيش أقليات ألمانية في كل هذه الدول كذلك) بيد أنها انتقلت للنمسا 1938 في عهد الزعيم الملهم الفذ -النمساوي الأصل- أدولف هتلر، وبعد ذلك عرفتها مدارس ألمانيا الغربية عام 1950 بعد انقضاء الفقر المدقع هنا شيئا فشيئاً -حدثتني أستاذة لي في جوته قاهرة التسعينات وكانت ممن خبروا أيام الحرب أنهم كأطفال فترة ما بعد الحرب وفي ألمانيا الغربية أنهم لم يكونوا ليَرَوْا الحليب في بيوتهم اللهم إلا في المدرسة وكان من الأشياء التي يحرصون من أجلها ألا يتغيبوا يوما، كي لا يفوتهم كوب اللبن الشهي المحرومة منه الأسر في المنازل لندرته وقلة المال آنذاك!
وللتعرف على بعض محتويات قرطاس الحلوى هذا أترك لكم الأديب الكبير والمحبوب إيريش كيستنر Erich Kästner يصفه بنفسه حين غالبه الحنين لأيام الصبا مع (الشُول توته Schultüte) عام 1906 في مدينة دريسدن "وكان قرطاس حلوياتي ذَا شرائط حريرية أردت عرضه لجارتي مزهواً به فتركته يسقط حتى امتلأت الأرض بمحتوياته وصارت قدماي مغطاة حتى عقبي بالبونبون والشوكولاتة والتمر والتين واليوسفي والڤافل وغيرها من الحلوى"
Comments