top of page
Writer's pictureMostafa Farouk ابن فضلان

🇨🇱 قهوة ذات سيقان coffee con piernas

Updated: Aug 31, 2020


🇨🇱 قهوة ذات سيقان coffee con piernas من بعد بوليڤيا لم أرتشف قهوة جيدة كما ذكرت ومن الإحباط في سانتياجو ذهبت لستاربكس وهو إثم في أمريكا اللاتينية أم البن والقهوة لو تعلمون عظيم، لكن ماذا أفعل قلنا نلتمس ما نفتقد عند هذا المقهى الأمريكي في شارع ويرفانوس Huérfanos خلف النزل، الApart Hotel قبل أن أبدأ يومي، وكعادتهم في هذا المقهى تسألني البائعة عن اسمي -كي تناديني بعد تحضير الطلب- فأقول مصطفى، ولا أعلم لماذا سمعتها جوستابو، فضحكت قائلاً لها لا بالكثير جيستاپو (الپوليس السياسي في ألمانيا الثلاثينات) وهي مزحة بريئة هنا في هذا المكان من الأرض، لكن في ألمانيا يستحيل كنت أتلفظ بها دون أن تحسب تبعاتها! واندهشت حين طالبتها في أدب أن تكون القهوة في فنجان خزفي، لا ورقي، فكل من يجلس بالمقهى أمامهم أكواب ورقية! وأنا لا أطعم القهوة أبداً أو الشاي من الأكواب الورقية ويستحيل من الأكواب الپلاستيكية، ليس من أجل البيئة فقط والهري ده، لكن لأنني ألمس تغيراً في طعميهما إن لم يصبا في فناجين خزفية أو أكواب زجاجية، فرأيتها تفتح دولابًا أو خزانة لا أظن أها تنتمي لمفرداتهم اليومية لتخرج فنجانًا عادياً من فناجين الستاربكس غير الملونة (ليست تلك التذكارية التي نشتريها بأسماء المدن والدول) وجلست مندهشاً لوصول ثقافة النيش حتى ساحل المحيط الپاسيفيكي، هل هم المصريون من ورائها؟! يستحيل فكل من قابلت هنا سواء في سانتياجو أو جزر الفصح أو حتى قرب القطب الجنوبي في پاتاجونيا يقر لي مستبشر الوجه منفرج الأسارير أنني أول مصري يقابله في حياته، بل وقام بائع الlider Express (سوپرماركت كبير شهير هنا) الكبير في السن حين عرف أنني من مصر يصافحني كل يوم بكلتا يديه، حتى ظننت أنني وليٌ من الأولياء ذوي القداسة لدى مريديهم، أو كاهن طيبي قديم! أو لعلهم الروس ذوي نفس ثقافة النيش اللعينة، فقد يكونون أقرب قليلاً وإن باعد الپاسيفيكي بين شاطئي سانتياجو وڤلاديڤوستوك! أو سبباً ثالثاً لا أعرفه فقطعت البائعة حبل أفكاري ونادتني لأستلم القهوة وسط نظرات رواد المقهى، عنوانها من هذا الذي يفتح له نيش المقهى؟! وأحسست في أعينهم أنني كسرت تابوهاً وخرجت على الآداب العامة، أو لعلهم اندهشوا لوجود أو بقاء هذه الحفرية الخزفية بالمقهى السانتياجوي من عصر القديس يعقوب شخصياً حين كان يستفتح في المقهى قبل أن يجري على أكل عيشه فجلست أشرب قهوتي وأستمتع بالوايفاي الوحيد في تشيلي الذي لم يطالبني بكثير من بيانات وإن كنت تشيلياً فرقم هوية وإن لم تكن فتملأ استمارة بياناتك كأنك في دولة عسكرية عتيدة. وحين انتهيت وهممت بالمغادرة نادتني البائعة باسمي نطقاً صحيحاً فلم أعد جوستابو ولا جيستاپو بأن أحضر لها الفناجين، وقالت ضاحكة لأن الناس هنا يسرقونها! فانفجرت ضاحكاً وقلت لها لهذا تأسرونها عندكم في الخزانة! فهزت رأسها مؤكدة السبب الثالث الذي لم أكن أعرفه! خرجت ودانيال وفق موعدنا لأحد منازل پابلو نيرودا الثلاثة، ذاك الذي حول لمتحف في لا تشاسكونا La Chascona -القريب من ضاحية بيّابيستا Bellavista المليئة بالمطاعم وأماكن الموسيقى والرقص والپازارات السياحية- وبعد زيارة المتحف وقصر لا مونيدا قصر الرئاسة الذي هاجمته طائرات پينوشيه، في انقلاب الحادي عشر من سپتمبر 1973 حيث قيل أن سالڤادور أليندي الرئيس اليساري المنتخب انتحر على أسره، ولا تثق دائماً فيما يقال فالشيليون يقولون بأن إيجونس هو من حرر البلاد وأسموا على اسمه شوارع وكرپتا تحت القصر الرئاسي في حين أن من قام بحروب الاستقلال كان أرجنتينياً اسمه سان مارتين وهذا طبعاً مما لا يحب التشيليون سماعه! وبعد زيارة قلعة سانتا لوثيا Santa Lucía حيث تمثال "فاتح/غازي" تشيلي ومؤسس سانتياجو پيدرو دي پالديبيا Pedro de Valdivía والذي تزعم أساطير تأسيسه للدولة أنه اصطحب مائة وخمسين فردًا فقط في حروبه ضد السكان الأصليين هنا من قبائل الماپوتشي Mapuche في حين أنه لم نعرف له تاريخًا سوى في الحروب الإيطالية منتصف القرن السادس عشر حيث ممن دخلوا روما مع الأرمادا وعاثوا فيها فسادًا وسرقة وحين ذهب لڤينيزويلا كان من كثيرين من النهابة الإسپان الباحثين عن أسطورة الدورادو وذهبها (كنا تحدثنا عنها في #الرحلة_الكولومبية، #بن_فضلان_في_بلاد_الكولومبيان) أي مجرد قرصان قشتالي مستعمر وسميت على اسمه جامعة ومحطة مترو ومن ثم صار لتمثاله واسمه مكانة وقداسة في التاريخ التشيلي، بالقرب من القلعة هذه محل آيس كريم رائع منذ 1991 لكنه ناجح جداً أن يصنف كأحد أفضل 25 محل آيس في العالم، واشتهر بآيس كريم نكهة الورد لذا تجد كل شيء في المحل وردياً اللافتات والكراسي وأكياس السكر وملابس عماله، حتى عاملاته كزهر الصيف الپاسيفيكي! وجاء وقت القهوة الموعودة ذات السيقان، "تسير أم لا تسير لا يهم المهم أن تكون جيدة" كان هذا تعليقي، فضحك دانيال وقلنا سنرى، وإذا بنا أمام مقهى غريب ومريب مكتوب عليه 21+ وله اسم جذاب فتوجست خيفة وقلت أن بالأمر خمر، فلافتة الواحد وعشرين پلس هذه كنت أراها في صباي على أبواب حانات الفجالة وبوائك العتبة في وسط البلد بالقاهرة، فقال لي لا لا تخف فليس فيها أي خمر يقدم فيها فقط قهوة أو الشاي وبالكثير الشوكولاتة الساخنة، لا خمر ولا شطائر، ومواعيد عملها مكتوب من العاشرة صباحًا وحتى الخامسة مساءاً فاستأنست لمواعيد العمل الصراحة فالنهار له عينين واقتصاره على القهوة والمشروبات الساخنة يوحي بسلامة النية، لكن الناذلات كانت كل حاجة فيهن سليمة كان ذلك ظاهراً! سواء في الصالة حيث حاولت اثنتان استقبالنا أو خلف الستارة الكبيرة التي تفصل المدخل عن الدرقاعة أو صحن المكان، قلب المقهى ذا الإضاءات التي ليس لها علاقة بضوء النهار، أشبه لما رأيته في الشارع الرئيسي بالمدينة القديمة بلاس ڤيجاس! فقلت لصاحبي فلنكتف بهذا القدر ونذهب للمطعم للغذاء أفضل، دول حتى ماعندهمش ساندوتشات! وهذا النوع الخاص جدا من المقاهي في الثقافة الشيلية بدأ في الستينيات ثم انتشر شيئا فشيئا في باقي القارة كالأرجنتين وڤينيزويلا والمكسيك، حيث تحمل لك القهوة ذوات السيقان غير المستورة؛ ومن ثم كان الاسم! #بن_فضلان_في_بلاد_الشيليان #تشيلي #سانتياجو

33 views0 comments

Comments


10 resons2Travel
bottom of page