top of page
Writer's pictureMostafa Farouk ابن فضلان

🇺🇾 لله دركم أهل المونتيفيديو التشڤيتو ألّارامبلا وضيافة الأرمن 02

Updated: Nov 13, 2020

والتشيڤيتو هو الأخ الأرستقراطي للبيج ماك Big Mac, فبينما البيج ماك پروليتاري قرص أو قرصان من اللحم المجمد المفروم مصحوب بسلاطة هزيلة خيارتين وفلفل مخلل وما مجموعه نصف ورقة خس مشتتة الأشلاء

كما أن لهم باع كبير في الصحافة المصرية سواء جرائد بلغتهم كصحيفتي أرارات -والأرمن لا يوجد شيئ عندهم كنادي أو مؤسسة إلا ويحمل أحدها اسم هذا الجبل وهو يناظر الجودي في الثقافة الاسلامية حيث رست عليه فلك نوح - وصحيفة هوساپير وتعني الأمل والإذاعة المصرية تبث يوميا خدمة (البرنامج الأوروبي)بالأرميني من 3-4 تقريبا 4-5 يوناني و 5-6 ايطالي 6-7 ألماني وباقي اليوم انجليزي أو فرنسي بحسب اليوم

وأما رجال الأعمال فمنهم كبار مثل كيلكيليان صاحب كازينو الأقصر بلاس فيجاس هو من أرمن مصر المهاجرين وماتوسيان صاحب أشهر مصنع للسجائر المصرية الذي قلد سجائر الكنت Kent لعبد الناصر في صورة أشهر سجائر مصرية "كليوپاترا" -ومع هذا لم يمنع الأخير من رد الجميل له بتأميم شركته لتصير الشرقية للدخان ايسترن كومباني- أو آخرون أقل شهرة في القاهرة والإسكندرية ومنطقة القناة اليوم يسيطرون على سوق الپلاتين والطوابع وكثير من جاليريهات التحف في مصر كلها ومن لا يعرف الساعاتي پاپازيان بالعتبة (ساعاتي الملك) والمصوراتية ڤان ليو وأرمان وأرتيزان بوسط البلد

ولأنها معلمة اهتمت بأمر المدارس فقصصت عليها تأسيس كالوسيديان -أحد وجهائهم- لمدرسته منذ منتصف القرن التاسع عشر على طراز المدارس االحديثة التي استحدثها محمد علي فحافظوا على لغاتهم وثقافتهم دون أن ينفصلوا عن المجتمع الكبير فهم مثلا يخدمون في الجيش المصري في حين أنا تم استثنائي بسبب إزدواج الجنسية حيث ينظر إلي أنني لست مصريا بالقدر الكافي لأخدم في الجندية لكن أرمن مصر هم مصريون لم يخدموا مصر في الجندية فقط بل مخابراتيا أيضا مثل كيپورك يعقوبيان والذي يعده المصريون بطلا قوميا! :)

فتيقنت أن الأرمن لم تمتد إليهم يد بسوء في مصر فهم أحبوها وأحببناهم بل وصلوا لمكانة لم يجدوها في أرض غيرها من السلطنة للوزارة غير مرة لقيادة الجيوش اللهم إلا في أيام القمع والقهر فكنا جميعا سواء في التنكيل التي كانت على الجميع مثل أما في الحياة الثقافية فرائد الكاريكاتير في صحافتنا العربية كلها كان ألكسندر صاروخان الذي ترك القوقاز واستقر في مصر بداية العشرينات وحصل على الجنسية المصرية بعد نجاح شخصيته الأشهر "المصري أفندي" ذاك المطربش ذي النظارات دلالة على كونه مثقف ويحمل المسبحة في يديه رمزا لحسه الديني

وحين بدأت تنحسر الحريات بعد انقلاب العسكر في الخمسينات, فكر الرجل وصديق له في الهجرة من مصر للاتحاد السوڤيتي خاصة بعد وفاة ستالين لكنهما اتفقا على أن يذهب صديقه أولا لموسكو ثم يكتب له خطاباً يحكي له فيه عن الحياة هناك مستخدما المداد الأسود أو الأزرق كشفرة أو إشارة أن الأمر على مايرام -بسبب الرقابة على الخطابات في البلدين وما إلى ذلك- أما وإن لم يكن كذلك فليستخدم الحبر الأحمر للتحذير وصاروخان وقتها سيفهم, فجاءت الرسالة مكتوبة بالحبر الأسود تحمل المدح والتقريظ وأن الحياة هنا جميلة ومريحة وكل شئ متوفر فيما عدا الحبر الأحمر! ففهمناها سليمان فظل الرجل مقيما بمصر حتى وفاته في نهاية السبعينات!

وكذلك الملحن الشهير فؤاد الظاهري (نسبة إلى حي الظاهر لكن اسمه الحقيقي پانوسيان) والذي يعتبر الإصدار المصري من إنيومورريكوني Ennio Morricone حيث وضع ألحان وتوزيع فوق الثلاثمائة فيلم ومسلسل وأغنية في السينما والإذاعة! أما عن الممثلات والمطربات فكثيرات مثل نيللي ولبلبة (نينوشكا كوباليان) وفيروز وإيمان وأنوشكا وصافيناز

أما البيستسيللر الرواية الأكثر مبيعا في مصر لفترة وواحد من أفضل الأفلام السينمائية في آخر ١٠ أعوام كانت رواية El Edificio Yacobián عمارة يعقوبيان نسبة لصاحب البناية الشهيرة بوسط البلد بالقاهرة, وكان كذلك أرمينيا

ولأنني كنت بدأت أن يستبد بي النوم فاستأذنتها وذهبت لروتين ماقبل النوم وتمددت في غرفتي ونمت كأهل الكهف لأستيقظ في الصباح لأجد ورقة لطيفة من السيدة أنيتا مرفقة بخبز طازج أُحضر من الپاناديريا خصيصا فيما أظن و برطمان من حلوى الدولثي دي ليتشه الذي كنت ذكرت في حديث الليلة الماضية المطول أني تعلمت حبها في رحلة ماضية للبرازيل- مع شيء من الجبن واللبن للقهوة فدعوت لها لهذه الحركة اللطيفة لأنني أذكر أن الاتفاق كان على المبيت فقط بلا إفطار فالسيدة تذهب لمدرستها في الصباح الباكر وأنا بعد ليلة سفر مهلكة كهذه لا أقوم قبل التاسعة صباحا! فأفطرت بالبيت لأوفر وقت البحث عن الپاناديريا وقلت حسم أمر الإفطار لآخذ التشيڤيتو Chivito الموعود وقت الراحة عند اشتداد شمس النهار في قهوة جراند كافيه لاخيرالدا مهد لحن الكومپارسيتا حيث عزف لأول مرة قبل ٩٩ عام كما ذكرت في الپوست/الپودكاست السابق

والتشيڤيتو هو الأخ الأرستقراطي للبيج ماك Big Mac, فبينما البيج ماك پروليتاري قرص أو قرصان من اللحم المجمد المفروم مصحوب بسلاطة هزيلة خيارتين وفلفل مخلل وما مجموعه نصف ورقة خس مشتتة الأشلاء

يأتي الدون دي تشيڤيتو بنفس المكونات اسما على الأقل لكن بدلا من قرص(ان) البيفبرجر يأتيك ستيك من لحم البقر ملتحف بجبن المودزاريلا ومسقوف ببيض عيون يسيل صفاره وكان لابد أن ألحق صاحبنا ألا يضيف البيكون فأنا عدو البيكون حتى ولو كان حلالا -فهناك اصدارة حلال وجدتها في ماليزيا لكن نفسي عافته, أرفضه كفكرة- وهذه الشطيرة الأسطورية متوافرة في أغلب المقاهي والكافيتريات وسعره يدور في فلك ال500Pesos Uruguayos أي 8-9€ للساندوتش الواحد على ما أتذكر ويأتي مع أصابع البطاطس المحمرة, فأجهزت على شطيرتين أولاهما لسد المخمصة والثانية للاستمتاع المحض ولأشعر بأنني وصلت للأوروجواي بالفعل! 😍


لذا احتجت فنجاناً من الايسبريسو دوبله بجانبه فلم يكف عصير البرتقال وحده كي يهضم شطيرتا الاستيك وقبل أن تستحوذا علي ويغالباني بكسل فنوم قمت بعده أتمشى على الرامبلا La Rambla ( أيضا كلمة عربية من الرملة…تذكر رامبلة بولاق بمصر أو اللد والرملة بفلسطين) لأستمتع بنسمة العصاري على كورنيش الأطلنطي لأحرق شيء من السعرات المكتسبة فـأدركت حينها سرا احتفاظهم بقوام جيد رغم كل هذه الكميات اليومية من اللحوم, هما شرب المته المرة والتمشية على الرامبلا La maté amarga y pasear alla Rambla بالإضافة لرقص التانجو في أمسيات السبت...فلله دركم أهل المونتيڤيديو!


61 views0 comments

Comments


10 resons2Travel
bottom of page