top of page
Writer's pictureMostafa Farouk ابن فضلان

🇰🇬 🇦🇫 لماذا قيرغيزيا؟ (المقال الثالث) من "سمرقند"، حيث أردت التوجه إلى أفغانستان

Updated: Oct 28, 2020

سبحان الله عمري ما اضطررت لأخذ موعد مع أية سفارة غربية كانت أو شرقية، وحين ألتزم بتحديد موعد كان مع سفارة أفغانستان ببرلين

(الصورة: الجامع الأزرق بمدينة مزار شريف - بلخ - أفغانستان)


🇰🇬 🇦🇫 لماذا قيرغيزيا؟ (المقال الثالث)

قد يبدو للوهلة أنه سؤالاً متأخراً لكن لسبب ما ستكتشفه عزيزي القاريء بنفسك أنه جاء بوقته، حيث أن على الرغم من أنها على قائمة الرغبات إلا أنني كنت أخطط لمكان آخر أقرب من المحطة السابقة، "سمرقند"، أردت التوجه جنوباً إلى شمال أفغانستان حيث مدينة بلخ التاريخية والتي كانت ذات تاريخ حافل هدمت فيه وأعيد بناؤها اثنى وعشرين مرة! وأخرجت كثير من العلماء حملوا نفس اللقب والاسم "البلخي" ومن أقصده هو أبو زيد البلخي عالم النفس الشهير الذي سبق زيجموند فرويد Siegmund Freud في مدرسة التحليل النفسي بألف وثمانين عام فقط بمؤلفه "مصالح الأبدان والأنفس" الذي شرح فيها النفس البشرية وأدرانها بل وقدم حلولاً في كيفية التحايل لدفع وساوس الصدر وأحاديث النفس ومن أقواله "للصدق أصل وفروع ونبات. من أكل من ثماره وجد حلاوة طعمه. والكذب لا أصل له ولا ثمرة فاحذره" وللبلخي أكثر من ستين مؤلف لكن هذا أشهرها ولعمق ثقافته سمي بالجاحظ الثاني! وفي الطريق لبلخ تمر بمدينة ترمذ عروس نهر جيحون الذي يفصل أوزبكستان عن أفغانستان وكلاهما كانتا تتبعا ولاية خراسان التاريخية، لكن قيمتهما الحدود الحديثة بين دولتين بلخ التي صارت مزار شريف ذات الجامع الأزرق البديع الذي سلم والحمد لله من بارونات الحرب هناك، المحليين والدوليين، ولأن دخول أوزبكستان صار من أول العام بلا تأشيرة -المرة السابقة حين زرت بخارى وطشقند عابراً للحدود البرية الكازاخية وكانت لم تزل بتأشيرة وسببت لي آنذاك بعض المتاعب أولها أن القنصلية الأوزبكية أضاعوا جوازي أولاً ثم عثروا عليه قبيل الرحلة بيومين فحمدت الله -وعزمت على ألا أطلب تأشيرة إلا قبل الرحلة بشهر أو اثنين على الأقل- وهذه المرة بعد اتصالات بوزارة الخارجية الألمانية Auswärtiges Amt وهي عادتي كلما توجهت لدولة ساخنة أو بها مشاكل، أولاً لأخذ القول الفصل في الموافقة على الرحلة من عدمه أو تأجيلها إن لزم الأمر ولعله أيضاً كذلك لمعرفتي أن مكان كالسفارة الأفغانية ببرلين ولاشك ملعباً لكل وكالات الاستخبارات سواء عدو أو حبيب -دون تفصيلات- أو كما نقول Honey pot لإعداد ملف لكل من يدخل ويخرج هناك ومعرفة الغرض من الزيارة …الخ. فأكدوا لي أنه طالما لنا سفارة هناك ولهم نظير لها هاهنا في برلين، فلا يوجد أية موانع أو مشاكل، فحمدت الله وقلت خلاص أقدم على موعد وأمري إلى الله وكان بالفعل موعداً قد ضرب من مارس الماضي -سبحان الله عمري ما اضطررت لأخذ موعد مع أية سفارة غربية كانت أو شرقية، وحين ألتزم بتحديد موعد كان مع سفارة أفغانستان ببرلين! قلت مافيش مشكلة من يرى كم الأختام التي يسرها الله لي في الولوج لأربع وخمسين دولة، فكل ذي عقل يعرف أنني مجرد رحالة مجنون يضرب أكباد الإبل الميكانيكية (سائرة أو طائرة) ويقطع بها ما تيسر من بلاد الله لخلق الله للتدبر فيهم وفي أحوالهم وفي تاريخهم وآثارهم وبعد تحديد الموعد حالت ظروفٌ لصديق مرافق وظننتها علامة من الله أنه لم يأذن بعد اقتفاء آثار البلخي وعمر الخيام الذي له بيت بترمذ (مسقط رأس الإمام الترمذي Tirmizi صاحب السنن) رحمهم الله أجمعين، وللأسف حين يذكر عمر الخيام Omar Khayyam تتوارد لذهن البعض إما الخمر وثبت هذا وجود ماركات مختلفة تحمل اسم الرجل. أو في أفضل الأحوال يتذكر البعض أبيات من رباعياته التي رغم جودتها الفنية إلا أنها قاصرة عن التعبير عن شخص هذا الفلكي البارع وعالم الرياضيات المشهور الذي كان أول من حل معادلات الدرجة الثالثة في الجبر وأول من استخدم كلمة "الشيء" لوصف المجهول في المعادلات الرياضية ومنه أخذ الغرب ترجمتها إلى Xay ثم اختصرت إلى الحرف X للرمز لأي مجهول في رياضيات أو فيزياء أو غيرها. ولهذا قررت منح اليومين المخصصين لترمذ وبلخ (مزار شريف) لقرغيزيا بدلاً من إمارة أفغانستان إلى أن ييسر الله طريقاً ووقتاً وإمكانيات لها يوماً ما! (الصورة: الجامع الأزرق بمدينة مزار شريف - بلخ - أفغانستان)

16 views0 comments

Comments


10 resons2Travel
bottom of page