top of page
Writer's pictureMostafa Farouk ابن فضلان

🇺🇿 مدينة مهيبة الطلعة مجيدة التاريخ عظيمة الأثر منتشرة الأزهار وباهرة الأنوار...طشقند

Updated: Oct 28, 2020

الطائرة الأولى التي أقلتنا من برلين إلى موسكو ايرباص جديدة نظيفة لدرجة التعقيم والمضيفات مختارات بعناية (على الفرازة) بل قل هن موديلات أكثر من كونهن مضيفات حسناً وطولاً ووزناً وكأن ممر الطائرة ناصية في شارع نيڤسكي العظيم بالمدينة الحبيبة سان بطرسبورج حيث تتهادى الحسان من حولك في أناقة لافتة وألوان زاهية...

الصورة: المسجد الصغير بطشقند (أوزبكستان) Мечеть минор - Тошкент - Узбекистан

🇺🇿 الطريق إلى طشقند 1: خطوط الطيران المعتادة لهذه الرحلة عبر استانبول أو موسكو أو طهران، وكان أيسرها وأوفرها شركة الطيران الروسية ايروفلوت Аэрофлот عبر مطار شيريميتيڤو Шереметьево واحد من ثلاثة مطارات في العاصمة الروسية ويعتبر مركزاً محورياً لانطلاق الرحلات Luftfahrtdrehkreuz/Airline hub والخطوط الروسية تشبه خطوط مصر للطيران إلى حد ما، حيث تجد فارقاً ملموساً بين عالمين عالم الواجهة أمام الغرب والاهتمام بأن يظهروا بمظهر حسن، فمثلما طائرات مصر للطيران التي تطير للعواصم الأوروپية الغربية أفضل وأجدد ما في الأسطول، وذات مستوى أقل سوءاً من نظيراتها الطائرة لمنطقة الخليج مثلا (من شهادات أصدقاء) تجد الإيروفلوت تطبق نفس الأسلوب: الطائرة الأولى التي أقلتنا من برلين إلى موسكو ايرباص جديدة نظيفة لدرجة التعقيم والمضيفات مختارات بعناية (على الفرازة) بل قل هن موديلات أكثر من كونهن مضيفات حسناً وطولاً ووزناً وكأن ممر الطائرة ناصية في شارع نيڤسكي العظيم بالمدينة الحبيبة سان بطرسبورج حيث تتهادى الحسان من حولك في أناقة لافتة وألوان زاهية ويسارعن لتلبية طلباتك ورغائبك في يونيفورم (زي موحد) أنيق كامل وقفازات بيضاء لم يخلعنها سوى عند تقديم المشروبات، للتحكم في الكؤوس المترعة ألا تنزلق وكنوع من الإتيكيت كذلك وطائرة أخرى حملتنا من موسكو لطشقند (العاصمة الأوزبكية) ايرباص قديمة لكنها لازالت تطير واختيرت المضيفات لها على نفس المستوى، ففيهن المنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة ومالم يأكل السبع - لعله تعففاً - فقط كانت هناك واحدة في نهاية العشرينيات ذات جمال أوزبكي مريح، وزميلة شابة في نهاية الأربعينات أما الباقيات فقد أكل عليهن الدهر وشرب وناء بكلكله، لكنهن الحق كن نشيطات ومجدات وكأنك في ضيافة جدات كريمات، لله درهن! وكان من حظي أن جاورني بالطائرة الثانية أخ أوزبكي من سمرقند اسمه "عبد الرشيد"، ملاكم وخباز وسائق وحين عرف أنني من مصر وجئت بلاده سائحاً فعرض علي مشكوراً أن يوصلني بسيارته من مطار طشقند حتى سمرقند لأن السائقون قد يبالغون في أسعارهم معي كسائح وأجنبي، فترددت للحظة وتذكرت "نور الله" بنفس الأسنان الذهبية -الذي اصطحب علياً بطل رواية "قمر على سمرقند" من موقف تاكسي طشقند ومغامراتهما معاً …الخ فضحكت واستعذت بالله ونفضت ذاكرتي من صورها وتخيلاتها الأثيمة وذكرت له سبباً وجيهاً للإعتذار أن الطريق من طشقند لسمرقند بالسيارة يستغرق نظرياً أربعة ساعات كاملة، بينما يختصرها القطار في ساعتين (نصف الوقت) لذا أفضل الذهاب بالقطار -الذي خبرته من قبل- على وعد أن أزوره في مخبزه بسمرقند حين أصلها لأجرب النان (خبز له سميه في بلاد الهند وفارس كذلك، لكنه في بلاد ماوراء النهر مختلف تماماً عن نان الفرس أو نان الهند والسند) يشبه القرص التي نعرفها من الريف المصري لكن هذا الخبز مبالغ في زينته حتى وددت الاحتفاظ به كعمل فني على أن تقتاته! أما الأسنان الذهبية في بعض الثقافات والشعوب خاصة في بلاد ما وراء النهر تدل على وجاهة اجتماعية أو علامة من علامات الجمال حيث تجد فتيات أوزبكيات وقيرغيزيات خاصة من الريف لديهن سنٌ أو سنّان تلمع(ان) في ثغورهن رغم حداثة سنهن، فلا أدرِ هل كل هذه الشعوب ذات أسنان سيئة كالأوروپيين للدرجة التي يضطرون معها لتغييرها بهذه السرعة أم هو فقط نوع من الحُلي والزينة التقليدية التي لم يعف عنها الزمن بعد، حتى لأذكر في التسعينات طلعت علينا فنانة الپوپ الأمريكية ذات الأصل الإيطالي مادونّا بتركيبها سناً صناعياً من الذهب كتقليعة سخيفة جعلتني فيها من الزاهدين، أما في الجارة روسيا حين ترى روسياً (سلاڤياً) بأسنان ذهبية كثيرة فله مدلول آخر بأن هذا الشخص غالباً كان مسجوناً (حبسجي) فلتحذره، ولدى البعض الآخر قد تكون مجرد عادة بدائية لاستخدام الفم كخزانة شخصية جداً تودع فيها الثروة على هيئة أسنان عسى أن تكون بعيدة عن أيدي المصادرات الحكومية والزوجية…يتبع

11 views0 comments

Comments


10 resons2Travel
bottom of page