top of page
Writer's pictureMostafa Farouk ابن فضلان

🇲🇾 مغامرة في جنح الليل بكوالالمپور

Updated: Oct 26, 2020

فجلست أعدد له في فخر أنواع الجبن ذي الرائحة السيئة التي أعشقها، للحوم الحيوانات الغريبة التي جربتها من سلاحف الماء للكنجارو للحلزونات لأفخاذ الضفادع في صوص الثوم والپاكا واللامة…إلخ


🇲🇾 مغامرة في جنح الليل بكوالالمپور منذ هبوطي في مطار كوالالمپور وهو بالمناسبة أنظف وأجمل مطار رأيته مقارنة بجل مطارات أوروپا التي جبتها من أقصاها لأقصاها، نظافة وتنسيق وترتيب ورأيت به مكتباً فاخراً خاص بخدمات الطلبة الدارسين بالجامعات الماليزية، وبعد استلام الحقيبة وتغيير شيء يسير من اليورو للرنجيت لشراء بطاقتي الإنترنت و أخرى لرسوم البوابات Cash n Go فهي ليست كإسپانيا وإيطاليا في إمكانية الاكتفاء بكارت الكريديت الخاص بك في دفع رسوم استخدام الطرق السريعة لكن لا بد من حمل هذه البطاقة الإضافية وملئها برصيد كافٍ من العملة المحلية -نوع من التحايل على الناس وسرقة أموالهم، لأن استخدام بطاقة الإئتمان يجعل الخصم بقدر ما تستخدم من طرق بالفعل أو ما تعبر من بوابات وانتهينا، لكن نظام البطاقات هذا صعب إلى مستحيل أن تشتري قدر حاجتك تماما ًخاصة وأنك سائح ولا تعرف الطرق بعد فلابد بملئها برصيد أكبر احتياطاً، ونحن في ألمانيا موعودون بغبن من نوع آخر، أن الحكومة الألمانية تخصم رسوم الطرق مباشرة عند ترخيصك للسيارة ودفع الضريبة السنوية، سواء استخدمتها أم لم تستخدمها! لكننا لسنا وحدنا من يستخدم شبكة الطرق السريعة (الآوتوبآن) الشهير، فيشاركنا في استخدامها جيراننا الأوروبيون فرنسيون وپولنديون وإيطاليون وإسپان وتشيكيون وسويسريون، ولا يدفعون مليماً فيها لأننا دفعناها مقدماً، في حين كل من الدول السابق ذكرهم لا يستحون أن يطلبوا من الألمان رسوم التول/الماوت هذه مقابل لاصق حقير (ستيكرز) تضعه على زجاج سيارتك، عند كل دخول لنا في طرقهم حتى ولو كان مرورك من عندهم لا يتجاوز عشرة كيلومترات! وحين ناقش بعض أعضاء البوندستاج (الپرلمان الألمان) هذا الغبن البين والظلم الواقع على المواطنين الألمان، إما بأن يتم تحصيل رسوماً من السيارات ذات اللوحات غير الألمانية، أو أن ترفع هذه الضريبة عن كاهلنا! الفرضية الثانية مستحيلة لأن الطرق لابد من تمويلها بناءا وصيانة كي تظل بجودتها المعروفة، وفرض ضريبة على مواطني اتحاد أوروپي آخرين في ألمانيا هذا نوع من التفرقة والتمييز الذي يخالف الدستور الأوروپي والمعاهدات الموقعة وتلتزم بها ألمانيا ذات التاريخ الحساس من هذه النقطة حيث استأسد الفرنسيون والإيطاليون في الهجوم على ألمانيا اللي على رأسها بطحة، لمجرد فكرة مناقشة أمر كهذا، ولسان حالهم إنت عبيط، نعملك إيه؟! المهم أحضرت السيارة الإيجار ووقعت أوراقاً بممنوعات معروفة لكن من بينها شيء جديد، إياك وأن تضع فاكهة الدوريان بها! أنا قلت الناس دي بتبالغ، أعلم أن الأوتيلات في تايلاند وماليزيا تمنع من دخول هذه الفاكهة، لكن السيارة كمان؟! وهل ستكون هذه الفاكهة أسوأ من جبن الهيرڤر البلجيكي مثلاً؟! الذي لا نحفظه بالثلاجات وإلا أفسد طعم كل ما بها، ويوضع غالباً في الجريل بالحديقة خارج المنزل، (formage du Herve(r kaas ذو رائحة نفاذة أكثر من الكامومبير المعتقة Camembert والجورجونزولا Gorgonzola والكازومارتسو Casu Marzu مجتمعة كلها أجبان رائعة لعشاق الجبن مثلي، لكن رائحتها مش ولابد ونحضرها بالسيارات وتقدم بالفنادق والمطاعم! ولذلك تذكرت كلمات بن أخي العزيز الطالب الجامعي بكوالالمپور، والذي زرته بمناسبة العيد حين قال أهلاً وسهلاً بك يا عمي العزيز طالما لم تحضر دورياناً للشقة، فهذا البيت طاهر ولا تدخله هذه الفاكهة،فقلت له تمام، إذا أحاول تجربتها ذات خروجة وننتهي منها قبل عودة للمنزل، وشبه اتفقنا أن أفعل هذا في طريقي لسنغافورة كي أكون بعيداً عن البيت والسيارة معاً، وانشغلت بأشياء وأشياء حتى قلت له: "بأقولك يا أبو حميد ماتيجي نيجي ونذهب لمكان نتناول فيه هذه الفاكهة!" فيقول لي حسنا ، لكن تذكر إني قلت لك، بلاش! والدوريان, هي فاكهة متطرفة إما تحبها فعلاً وإما لن تطيقها، لا طعماً ولا رائحة! فجلست أعدد له في فخر أنواع الجبن ذي الرائحة السيئة التي أعشقها، للحوم الحيوانات الغريبة التي جربتها من سلاحف الماء للكنجارو للحلزونات لأفخاذ الضفادع في صوص الثوم والپاكا واللامة…إلخ وهو يضحك في شفقة، لم أسمعك تذكر الفئران الميتة، فهذه الفاكهة أشبه بجثة فأر مُنتن في يوم حارّ! فأردفت له في تحدي ولو، تعال وسنرى! خاصة وأن رائحتها من بعيد حين كنّا صباح اليوم في معبد جينتينج البوذي لم تكن منفرة بل أزعم أنها طيبة ليست كمانجو مثلاً لكن فاكهة مختلفة وكفى! فخرجنا ليلتنا نطلبها في نشاط وهمة وشبه رهان بيننا، إلى أن وجدنا شادراً لرجل قد وضع كراسي ومناضد من الپلاستيك وقفازات بلاستيكية وسلال كبيرة لمخلفات زواره من آكلي الفاكهة غير المحرمة، لكنها كادت واخترنا واحدة متوسطة من نوع قيل أنه جيد وتشجعت حين رأيت من حولي نساء ورجال يلتهمونها في نهم وتلذذ وتلمظ!

وحملنا الثمرة مشجوجة الرأس إلى منضدتنا واتفضل يا سيدي، أكلت قطعة واحدة بصراحة بصعوبة وابتلعتها كي لا يشمت الولد في! لكن هيهات فانطباعاتك على وجهك تفضحك، وبن أخي يضحك ويسأل ها كيف الحال الآن، وأنا أكابر وأقل له لعلها أول قطعة فقط هكذا، أو كما يقول الألمان مرة واحدة لا تحسب Einmal ist keinmal! فيضحك ويقل لي أهكذا إذا؟! هاهي الثمرة كيلو ومائة جرام أمامك هي لك وحدك، فأنت تعلم موقفي منها، وتناولت فصاً آخراً فإذا به هو ذاته مثل أخيه الذي سبقه!

أشبه ببصلة ضربها العفن والرطوبة فصارت ممخطة ومزفلطة، هذا هو انطباعي وخبرتي مع هذه الفاكهة فتوقفت بعدما أكلت كهفا كاملاً، من هذه الثمرة ذات الكهوف والتجاويف وقلت له خلاص استكفيت الحمد لله، فقال لي هذا حسن كي لا تصير لك أنفاساً تزعج من بالمطار، فقلت له في عناد جديد، مصلحة هي إذاً لعلهم لايتركونني أقف في صفوف الإيكونومي الطويلة ويجعلونني أمر سريعاً!

14 views0 comments

Comments


10 resons2Travel
bottom of page