top of page
Writer's pictureMostafa Farouk ابن فضلان

🇷🇺 من أحاديث الخالة تامارا...מַּח שְׁמוֹ וְזִכְרוֹ! (يمخ شيمو وزخره)

Updated: Oct 28, 2020

لذلك حرص أعداء المتوفى في مصر القديمة أن يمحوا اسمه وركزوا جهودهم على إزالة الخراطيش -في حالة إذا ما كان ملكاً- دون باقي النقوش، وكذلك ملامح الوجه في الصور والتماثيل حتى إذا ما عادت الروح الممثلة في طائر ذي رأس انسان بملامح المتوفى، صعب أن تتعرف على الصور أو التمثال أو الاسم

in St. Petersburg, Russia. 12. Juni · Mit Öffentlich geteilt

יִמַּח שְׁמוֹ וְזִכְרוֹ! (يمخ شيمو وزخره) أو حرفياً "يمح اسمه وذكره!" احدى العبارات الدعائية بالهلاك والتي تستخدم في السباب لدى العبرانيين حين يسمعون ذكر شخصٍ لا يطيقون اسمه. وقد وردت مرة في حديثي مع احداهن، الخالة تمارا (ثامار) مضيفتي في سان بطرسبورج في ذكرى وفاة يوسف ستالين وكيف كانت أمها الشابة ملتصقة بالراديو ذات صباح من ربيع عام 1953 لتستمع بإهتمام وصمت مريب لصوت الرفيق بيريا ناعياً الزعيم الأوحد المنتصر ستالين في الحرب وقاهر الألمان (والروس قبلهم) وكيف كانت جارتهم المسنة آنذاك تبكي لأنها تظن أن الألمان سوف يفلحون في اقتحام ليننجراد هذه المرة ويعيثون فيها فسادا، المسكينة لا تدرك أن ألمانيا التي كانت تعرفها صارت جثة هامدة ومقسمة، لكن الپروپجندا وبث الرعب في قلوب الجماهير نجحت في فصلهم تماماً عن الواقع ويرون في قاتلهم المخلص والمسيح المنتظر! فضحكت على سوداوية الموقف من المسرح العبثي، حيث كان من حق هذه المرأة الشابة بل وجارتها كلتيهما أن تفرحا بسقوط الصنم لكن الأولى لم تبدِ مشاعرها حتى أمام طفلتها في هذه اللحظات التي زاغ فيها البصر فلم تكن لتستأمن الجدران على نفسك في هذا الزمن لعلها تكتب تقريراً للحزب بخيانتك، أو لعلهم يراقبون أحلامك والثانية لا أدري إن كانت دموعها دموع صدق وسذاجة أم رهبة وتُقية!؟ ويتكرر هذا المشهد ذاته عند وفاة كل طاغية (ناصر، ماو، كيم إل سونغ، پولپوت، وآخر نسأل الله له التساهيل) له ماله وعليه ماعليه! لكنني لم ألقِ بالاً للعبارة (يمح اسمه وذكره) التي جاءت اعتراضية وسط حديث خليط بين روسية جافة وألمانية بسيطة فظننت أنها عبارة يديشية دخيلة كعادة الأشكيناز في خلط هذه اللغة العجيبة الأشبه بالألماني المكسر أو هولندية معوجة بلغاتهم الأخرى، خاصة حينما تستبد بهم المشاعر وتختلط فيرونها منفذاً لما يثقل كاهلهم! وحين تتبعت هذه العبارة في تراثهم وجدت أن لها أصلاً في التناخ (كتابهم المقدس) وتحديداً في سفر استير -وهو سفر مُشكل عجيب، حيث لم يرد فيه اسم الله من أوله لآخره!- في معرض الحديث عن شخص آخر مكروه تماماً كستالين هو الوزير الفارسي هامان والذي كان يجهز لمذبحة لليهود في الامبراطورية الفارسية حتى قامت بطلتهم الشعبية استير بتأليب الملك قورش عليه فأنقذت بني جلدتها من مصير أليم، لذا يحتفل اليهود منذ ذلك الحين في تراثهم بعيد الپوريم פורים (عيد المساخر/الأقنعة) بأكل نوع من الحلوى على شكل مثلث مفتوح محشو بالمربى يسمونه أذن هامان אוזני חמן ويلطفونها بالألمانية أنها هامان تاشِن (جيوب هامان) Hamantaschen -كي لا يظهر نزوعاً للكانيبالزمية- لكن بتحليل العبارة لا يخفى عنك طعمها المصري الأصيل حتى النخاع فكراً وعقيدة خاصة وإن قارنتها بما يقوله العامة عندنا حتى اليوم ب"قُطُع اسمه وسيرته!" لكن لماذا مش قُطُع هو وكفى!؟ لماذا اسمه وسيرته معه؟ ولأن الاسم كان أحد المكونات السبعة للانسان في عقائد مصر القديمة (الرِّن) والروح (البا) والقرين (الكا) والجسم (الغِتْ)...الخ فحين تُمحى أحدها، يختلط الأمر على الروح العائدة عند البعث وبذلك لن تُكتب للانسان العودة في الحياة الأبدية! لذلك حرص أعداء المتوفى في مصر القديمة أن يمحوا اسمه وركزوا جهودهم على إزالة الخراطيش -في حالة إذا ما كان ملكاً- دون باقي النقوش، وكذلك ملامح الوجه في الصور والتماثيل حتى إذا ما عادت الروح الممثلة في طائر ذي رأس انسان بملامح المتوفى، صعب أن تتعرف على الصور أو التمثال أو الاسم وإمعانًا في الانتقام يتلفون المومياء (الجسد المحنط) فيضيع الانسان ويفقد فرصته في الحياة الأخرى لذا فأظنها من العبارات التي دخلت ثقافة اليهود ولغاتهم المختلفة من فترة معيشتهم في مصر القديمة، والتي سبقت السبي البابلي بتسعمائة سنة تقريباً (الصورة للحلوى المعروفة باسم هامانتاشِن/أذن هامان) (من أحاديث الخالة تامارا، صيف2018 سان بطرسبورج) #الرحلة_اللينينجرادية #بن_فضلان_في_بلاد_الروس_والأوكران #ТетяТамара

24 views1 comment

1 Comment


Aya Ashraf
Aya Ashraf
Nov 18, 2020

ده بالذات عليه ما عليه وعليه ما عليه بردو 😅

Like
10 resons2Travel
bottom of page