top of page
Writer's pictureMostafa Farouk ابن فضلان

🇩🇪 مونستر السوداء، والبرتقالية أيضاً

Updated: Sep 8, 2021

احدى قلاع الكاثوليكية العتيدة في أوروپا لدرجة أنها يوما ما كانت مرشحة كمقر باباوي بدلاً من روما-بعد السلام الڤيستفالي Westfälischer Friede وحرب الثلاثين عام Dreißigjähriger Krieg

(الصورة: السوق الرئيسي من مدينة مونستر القديمة Münster Alte Stadt: Prinzipalmarkt )


مونستر السوداء، والبرتقالية أيضاً أثناء مطالعتي لخبر رجل إسكتلندي أبيض متوسط العمر تحول للإسلام دون أن يقابل مسلماً -اللنك في الحاشية- تذكرت أخاً ألمانياً في مدينتي القديمة #مونستر #Münster وهي لمن لا يعرفها احدى قلاع الكاثوليكية العتيدة في أوروپا لدرجة أنها يوما ما كانت مرشحة كمقر باباوي بدلاً من روما-بعد السلام الڤيستفالي Westfälischer Friede وحرب الثلاثين عام Dreißigjähriger Krieg- وظلت هذه الحادثة في الوعي الجمعي لأهل مونستر لتصبغ طريقة تفكيرهم وسلوكهم، وهم محافظون بطبعهم وكاثوليك بثقافتهم وأغلبهم من ملاك الأراضي الزراعية ومزارع الخيول، بجانب انخراطهم في الوظائف الحكومية، فلك أن تتخيل كم الإنغلاق والجمود اللذين كسرهما وجود جامعة عريقة كجامعتي (جامعة WWU Münster والمعهد التقني FH Münster) فلطفا من حدته بسبب الطلاب الأجانب من كل حدب وصوب حاملين كل الثقافات واللغات والعادات اضافة لحياة الطلبة الصاخبة بطبعها هنا والمفتقرة لكل ما يمت للنظام أو الانضباط بصلة وهما الصفتان اللتان لن نتنازع في وجودهما لدى غالبية الألمان خاصة من الأجيال القديمة حتى لأني أذكر جملة مذيع الربط الإبداعية على راديو WDR2 مخاطبا مستمعيه في منتصف النهار ب " نهاركم سعيد سيداتي وسادتي وصباح الخير أعزائي الطلبة"Guten Tag, meine Damen und Herren, guten Morgen, liebe Studenten! فكانت مجتمعات الطلبة بمثابة جزراً اجتماعية لكل المختلفين من ثقافة الهيپي Hippie والألترناتيڤ Alternative والمشارقة Orientalen (ترك وفرس وعرب) والجوثيكس Gothic والسلفية Salafi والآسيويين وغيرهم. فلم تعد المدينة أحادية اللون حيث اشتهرت عنها عبارة Münster ist SCHWARZ أي مونستر سوداء (وكان يرمز بهذا اللون لعقود طويلة سياسياً للحزب الديمقراطي المسيحي الحاكم وللكنيسة بوجه عام حتى الانتخابات الأوروپية 2004، حين تخلى الحزب لأول مرة عن رمزيته اللونية السوداء وجملته الدعائية Black is beautiful (الأسود جميل) وتحول للبرتقالي على حين غرة! لكن المدينة ظلت في حلتها السوداء مع رقع ملونة تتركز في أحياء الجامعة وما حولها Kuhviertel والجزر الاجتماعية الملونة التي تحدثنا عنها في أقصى الشمال كيندرهاوس Kinderhaus حيث المسجد الرئيسي وفي أقصى الجنوب ضاحية هيلتروپ Hiltrup حيث مسجدي الشيعة والأحمدية (القاديانية) وظل الترك وسطاً كعادتهم بين الاستقطابين بمسجدين قريبين من محطة القطار المركزية، ورحبوا بالجميع. نعود للأخ الألماني والصديق ولنقل اسمه موللر، والذي تحول للإسلام في عمر 58 عام دون أن يقابل مسلماً واحداً -داعبته مرة وقلت هذا من حسن حظك فضحك وأردف بأنه يفهم مزحتي- وكنا رأيناه أول مرة في ليلة ذات شتاء من خمسة عشر عاماً أو يزيد، داخلاً علينا المسجد ليصلّي معنا العشاء، كان وصل لعنوان المسجد عن طريق محرك البحث الجديد أيامها "جوجل" (كنّا بنستخدم زمان ألتاڤيستا وياهو ولايكوس في الحقبة الإنترنتية الماقبلجوجلية)! فابتسم بعضنا لبعض مندهشاً وهششنا له وكان جلنا من الطلبة وتعرفنا للأخ الكبير الجديد بعد الصلاة، والذي كان مدرساً للرياضيات ومثقفاً ثقافة عالية، وكلنا احترمنا فيه قراره الجريء بهذا التغيير الذي لم يكن سهلاً في مجتمع مدينة مونستر المحافظ والكاثوليكي الملتزم، حتى لأَنِّي أذكر في معرض بحثي ذات مرة عن مسكن جديد لإضطراري للعزال، وجدت إعلاناً في الڤيستفيليشر ناخريشتن Westfälischer Nachrichten (جريدة محلية) عائلة ما تعرض غرفة للإيجار بسعر مغرٍ ل"طالب كاثوليكي" -هكذا كان نص الإعلان المبوب- قلت يا خبر إسود يعني لو پروتستانتي كأغلب الشمال والغرب الألماني ليس لي مكاناً عندهم فما بالك بمسلم شرقي ذي اسم عربي! لكن أخانا موللر كان متمرساً على الثورية واعتاد مثل تلك القرارات المصيرية حيث أنه كان يهودياً متحولاً لسنين طويلة وكان ملتزماً وتعلم العبرانية لكنه فضل الاحتفاظ بهذا سراً بينه وبين نفسه لاستقراء هذا المجتمع الجديد عن قرب علاوة على حبه للتمكن من عباداته وتيسير الإطلاع على دينه الجديد، ورغم من قبول أبنائه إلى حد ما نظراً لأن اليهودية تورث من خلال الأم لا الأب فلقد كانت أمهم يهودية، إلا أنه سمعهم في الكنيس يغتابون أبنائه بأنهم "بنيم شل هاجُويّ" (أبناء اللايهودي/ أبناء الكافر) رغم كل ما بذل وقدم لهؤلاء ظل لديهم من الأغيار!! فيظل لديهم هذا الألماني الكاثوليكي مهما تهود أو كان ملتزماً بالطقوس، وكان هذا سبب من أسباب بحثه ثانية عن دين يجد فيه ما يقربه من الله دون أن يعامل كمؤمن درجة ثانية مهما بذل، أو كما يقولون haGoy bleibt haGoy (يظل الكافر كافراً) رغم سنة الجيور גיור (التحول) التي يلتزم بها كل من يقرر الدخول لليهودية حيث يدرس العقيدة والطقوس والتقاليد والتراث اليهودي كي يكون مؤهلاً لحياته الجديدة، ومن طرائف الكلمة أن نشأ مصطلح ال"شبات جُوي" (Schabat Goy) שבת גוי/ גוי של שבת أو جُويّ يوم السبت ويقصد به جار غير يهودي عادة طفل صغير أو شاب مسلم أو مسيحي يقوم لجاره(تها) بما لايستطيع أداءه يوم السبت كإضاءة مصباح أو إشعال موقد وغيرها والجيران لبعضيها! كنوع من التحايل المعتاد على قواعد يوم السبت لدى اليهود. خبر الرجل الأسكتلندي من صحيفة الاندبندنت: https://bit.ly/3l3dzOF #بن_فضلان_في_بلاد_الألمان #يوميات_هامستر_في_مونستر #TagebuchEinesHamstersInMünster #Münster #Deutschland #ألمانيا

28 views0 comments

Comments


10 resons2Travel
bottom of page