top of page
Writer's pictureMostafa Farouk ابن فضلان

🇦🇷 وصلة تانجو في مقهى شعبي بحي بارراكاس العريق 2

Updated: Nov 13, 2020

🇦🇷

التقليدي هو أن تذهب لسينيور تانجو Señor Tango وهو بار شهير تستطيع القول أنه مولان روج الفقراء لمن يعرف پاريس لكنه أقل مجوناً فما يعرض على مسرحه يغلب عليه التانجو وشيئ من الأكروبات لراقصين محترفين (تمثيل في تمثيل معدة سلفا للسائحين) وغير مسموح لأحد اعتلاء المسرح فأنت محض متفرج وتبدأ من 130$ للفرد وكالعادة سأقاسي في الطعام لأن القائمة ثابتة El Menú ولهذا حسمت أمر الغذاعشاء في الپاريشا الشعبية ذات الطعام الجيد ولم أتخط 15€ وكنت راضيا جدا عن التجربة, فاللحم والجبن والفاكهة هذه هي أطايب الطعام أما الحبوب دي يخلوها للفراخ لا مؤاخذة!

فهممت بالخروج للمقهى الشعبي الذي اقترحه بومي, وسألت رجلا خمسينيا وجدته بالطريق كان يقف بجانب المطعم يحتسي جعَّته الأرچنتينية Quilmes فنحن مساء السبت إن كان يعرف أقصر طريق للمقهى فوجدته قد ترك زجاجته للنصف لم يكملها كي يوصلني للمكان بجدعنة ولاد البلد مع غريب يسأله عن العنوان ويبدو علي حيرة أو قلق في شوارع بوينوس آيرس خافتة الضوء في منطقة قد تشبه شوارع الفجالة والظاهر ليلاً إن قارنتها بالقاهرة فدار بيننا حديث الطريق عن رأيي في المدينة وتحديدا ما يميز الأرچنتينيين في عيون العالم من التانجو لمارادونا وميسي لتشيه جيڤارا الطبيب والزعيم الثائر ورفيقه الذي رحل لتوه قبل يومين آنذاك الزعيم الكوبي فيدل كاسترو والذي كان الرجل حزيناً ومتأثراً لموته وحزنت أنا أيضا أنني لم أوفق لزيارة كوبا في عهد فيديل لكنني دخلتها فيما بعد في عهد أخيه راؤول ولقد كان اسم هذا الأرچنتيني المجدع رفيق الطريق أيضا "إرنستو تشيه" لكنه أصلا من مدينة كيلميس Quilmes القريبة وليس من روزاريو مثل سميه إرنستو تشيه جيبارا وفشكرته على صحبته وتمنيت له أمسية سبت سعيدة

دخلت مقهى لوس لاوريليس Los Laureles حيث لا الزام بقائمة ولا كوبيرتو, فقط ما تطلبه هو ما تدفعه وتستطيع أن تطلب قهوتك أو عصيرك أو سلاطة فاكهة -قيل لي أنها هنا جيدة- فما كان إلا أن طلبت قهوتين وعصير برتقال وسلاطة الفاكهة وزجاجة ماء لأدفع حوالي سبعة يوروهات فقط واستمتعت بالموسيقى والناس الحقيقية (لا ممثلين وراقصين محترفين يقدمون نمرة) لكنهم أتوا مع رفاقهن وحبيباتهم ليرقصون على أنغام التانجو وكلمات مطربي المكان واللذان قدما أيضا پيادا Payada وهو لون من الغناءخاص بالرعاة الأرجنتيين يشبه المواويل الصعيدية لكنها تؤدى في دويتو. أما روح المكان في صيف ديسمبري تشبه مقهى ثقافي من مقاهي مدينة سان بطرسبورج أو قاهرة الأربعينات فالموسيقى من هذه الحقبة تقريبا وأجمل التانجو في رأيي أقدمه Destiny El Choclo, La Comparsita, Piazolla, A media luz... وكل ما يطرب القلب ويغرر بك شيطانك أن تتسلل وسط المناضد لتريهم إن كانت الأربعة حصص التانجو المتهافتة في براونشفايج آتت أكلها أم من الأفضل أن توفر فضيحة أوفرسيس وتستمتع بالمتراقصين حولك في سلام؟!

الحمد لله العقل زينة وركزت مع سلاطة الفاكهة التي كانت على المنضدة أجد فيها بعض العزاء من فشلي الذريع في دورتي الرقص اللتين أهديتهما إحداهما في التانجو في ألمانيا والأولى كانت في السالسا في مدرسة رقص ومرقعة كوبية في بروكسل عرفت بعدها أن للرقص ناسه وأهله وأنا لست من أهله!

أما ‎رواد المقهى فنصفهم من الثلاثينيين والأربعينيين من أبناء البلد يرتدون قمصانا بيضاء مع كاسكيت (flat cap/ Schiebermütze) ذلك النوع من القلانس المصنوع من صوف الأغنام والذي اشتهر لدى شباب الإنجليز من الطبقة فوق المتوسطة بدئا من عشرينيات القرن الماضي رغم بدايتها المتواضعة جدا قبل ذلك حيث كان حكراً على الطبقات الدنيا من رعاة الأغنام في اسكتلندا ثم انتشر كذلك بين الطبقات المتوسطة (حرفيين وتجار) ومن لم يكن يرتديها منهم فكان يلزم بغرامة 3 فارثنج (ثلاثة أرباع الپيني) ولم يستثنى من ذلك سوى النبلاء والأطفال دون السادسة أماالآن فلقد صارت علامة للأناقة عند الوجهاء يرتدونها عند لعب الجولف لكن الأرجنتينيون ذوو الأصول الإيطالية يرتدونها في ظني نقلا عن أهل صقلية الذين يحرصون عليها حتى اليوم ويسمونها الكوپّولا Coppola di Sicilia

وفريق آخر بين الخمسين والستين، يبدو عليهم الوقار لكنهم مرحون لدرجة إرتداء أحدهم لتيشيرت عليه عبارة بالإيطالية "Buongiorno un cazzo!" أي أنه لا يلقي بالاً بالأمر بترجمة أنيس عبيد طبعا! :))

تماما كإحساسي في انفاق أقل من 22 يورو في مثل هذه السهرة الماجنة بمقاييسي بينما ينفق آخرون أكثر من مائة وثلاثين يورو بدون هذه القهوة ;)



30 views0 comments

Comments


10 resons2Travel
bottom of page