🇮🇩 وقفة عرفات مع البوذيين, بمعبد بوروبودور بيوجي ياكارتا!

وقفة عرفات مع البوذيين! على الرغم من جمال الطبيعة في جزيرة "بالي" واهتمام البشر بها، إلا أنها ولا على بالي! صحيح طبيعتها خلابة وساحرة وأمواجها عالية بزيادة بجانب سبب ثالث كان قد أورده أنيس منصور في كتابه الماتع "حول العالم في ٢٠٠يوم" -لكنني لن أذكره ، فلعل عادات أهل الجزيرة قد تكون تغيرت مع الوقت - مما يجعلها مقصد لكل مجانين راكبي الأمواج والنط في الشلالات وأنا الصراحة لا لياقتي ولا سني صاروا يسمحوا بمثل هذه النشاطات، فيكفي سماع كلمة شلالات لأتحسس جواز سفري حيث سقطت مرتين منزلقاً إحداهما من على جسر خشبي في سيينفويجو (مكان اسمه مائة نار ولم أجد فيه سوى كل ماء! عيون ومطر هادر وشلالات في كوبا) ونزلت في بحيرة من بحيرات الماء العذب البارد والتي يَصْب فيها شلالُ صغير لكنه بمقياس انسان قططي الطباع مثلي هو وكأنه شلالات نياجارا أو نقول أحد أفراد عائلته. وعلى اثر هذا القفز اللإرادي غرقت ملابسي تماماً وفي طياتها جواز سفري الذي باش وهاش من الماء اللهم إلا صفحة الهوية به، المغلفة پلاستيكياً فسلمت من الماء وإلا كان حصل هذا الجواز أخيه غير الشقيق والذي عاصر مصيراً مشابهاً في يوم ماطر على جزيرة تناريڤ من جزر الكناري، وانزلقت قدمي على مرتفع أثناء محاولتنا لقطاف اليانع من ثمار التين الخاصة بأرض صديق، فكان المطر كفيلاً بإفساد صورتي الشخصية به لكن لأنه كان لم يزل يقرأ إلكترونياًً فكسلت أجدده حتى انتهت صلاحيته بعدها بشهور. وبهذا يستشف القاريء أنني في الرياضات المائية أقرب لصديقي القط شترودل، جبان بدرجة هرّ ذكر، أستمتع بالبحر ومسطحات الماء جداً لكن عن بعد، ويفضل من الشاطئ لذا كان قرار الاكتفاء بجزيرة جاوة وما بها من مدن تاريخية، كان مفهوماً خاصة وما تشتمله العاصمة القديمة من معابد وآثار وأسواق تنقلك ألف وثلثمائة عام إلى الوراء، مقتربا، من فترتي دخول البوذية أولاً ثم الهندوسية إلى بلاد الملايو، والتي تحول أغلب سكانها للإسلام والأرخبيل الإندونيسي يضم 18 ألف جزيرة لكن المأهول منها فقط 8444 جزيرة، لكن الشاهد التنوع العرقي الكبير والثقافي وتسامح الإسلام مع هذه الديانات جعل أكبر معابد البوذية في جنوب آسيا هو معبد "بوروبودور" Borobodur في يوجياكرتا (العاصمة القديمة) باقياً حتى اليوم وهو من أهم الزيارات سواء للحجاج البوذيين أو السائحين المهتمين بالآثار والعمائر القديمة مثلي، ورغم طول الرحلة من ڤولفسبورج لبرلين للدوحة ثم جاكرتا، قفزت في طائرة ثالثة ليوجياكرتا لأتممها اثنتين وثلاثين ساعة سفر متواصلة جد مرهقة، نعم لكنها كانت تستحق طالما حصلت وقت شروق الشمس فوق المعبد فوق الجبل فالمنظر كان رائعاً وخلاباً نسيت معه تعب الرحلة، وثنيته بزيارة مجموعة المعابد الهندوسية في پارامبانان Parambanan وانتهيت قبل تكبيرات العيد في مغرب يوم عرفة عسى أن أكن قد تعرفت على الجانب الديني لهذا الشعب وتطوره الفكري والثقافي لفهم تاريخه الحديث في عاصمته وملابسات غزو البرتغاليين والهولنديين قبل مغادرة أرضه ثانٍ أيام العيد إلى ماليزيا في زيارة خاطفة إن شاء الله. الصورة: مجموعات من الأجراس العملاقة ذات الدلالة الهامة في البوذية الطقسية الڤاجرايانا وبكل منها تمثال لسيد هارتا جواتاما (بوذا) بيد أن هناك جرسان لم يرمما كي ترى تمثال البوذا في العراء أو لعلهما غير مكتملي البناء منذ عصريهما وهذا أستبعده. #بن_فضلان_في_بلاد_الآسيان #اندونيسيا_ماليزيا_سنغافورة